وجه النائب نضال طعمة نداء ناشد فيه كل القوى السياسية في البلد "تحسس المخاطر الجمة في المنطقة"، متمنيا "أن تكون مصلحة لبنان قبل كل المصالح"، وقال: "فيما وضع البلد في مرحلة استثنائية يدرك حراجتها كل عاقل ومراقب لمجريات الأمور، وللتطورات الدراماتيكية التي تستغل هنا، وتضخم هناك، ويتم تجاهلها هنالك. وإذا كان تطمين الناس من الاستراتيجيات الحكيمة التي تساعد المعنيين حقا في الملفات المهمة، على إنجاز دورهم بأقل خسائر ممكنة، فإن المبالغة في التطمين قد تصل إلى مرحلة الكذب على الناس. فليس صحيحا بأننا لسنا في خطر، وليس صحيحا بأن النار الدائرة حولنا هي بعيدة عنا، ولكن ما هو غير صحيح أيضا، هو تعرض فئة دون سواها من اللبنانيين لهذا الخطر".

 

وتابع: "ليس مقبولا إطلاقا القول أن هناك إمكانية كي يقدم لبنانيون لبنانيين آخرين كبش محرقة، في التحديات المقبلة. إننا أبناء بيئة واحدة، ونعرف بعضنا جيدا، والطاقات الخيرة في مكوناتنا الوطنية والاجتماعية والدينية، ما زالت والحمد لله طاغية وبامتياز رغم بعض الاستثناءات وعند الجميع".

 

واضاف: "أقارب هذه القضية اليوم، من زاوية التخويف والتهويل من داعش، وإذا كان النظام السوري نفسه يسوق إلى أن داعش هو صناعة غربية وغريبة، فنسأله لماذا سمح بظهوره؟ ومكن الغرباء من تكوينه؟ لماذا لم يتجاوب مع طلبات الناس السلمية قبل ظهور أي مظهر داعشي أو تكفيري؟ ولنفترض ذلك، ولنسلم به جدلا، ألا يشكل هذا التنظيم تقاطع مصالح بين النظام السوري والمصالح الغربية؟ فكلاهما مهادن لإسرائيل من جهة، وكلاهما معاد للديمقراطية من جهة أخرى، فتقاسم الجبنة بينهما قد يكون خيارا أفضل من أن يزول كلاهما في مسار تحقيق إرادة الناس، إذا سمحت ظروف لإرادة الناس أن تتحقق في هذا الشرق التعيس".

 

وتابع بالقول: يقول لنا مناصرو النظام السوري: ارتضوا بوحش الاستبداد، كي لا يلتهمكم وحش التكفير. وعوض أن نبحث عن استراتيجية تقينا حقا هذا وذاك، ونحفظ رأس هذا البلد، نرى البعض منا يغرق في التزاماته الخارجية، وفي إحراج الجيش الذي لم يتوانى لغاية الآن، وسطر ملاحم، ودفع الشهداء في أكثر من موقعة في مواجهة الفكر التكفيري. فعوض أن نقول لهذا الجيش نحن وقدراتنا وإمكانياتنا بتصرفك لأن الأولوية لصون البلد وحماية أهله. نتركه للداخل، وحيث نحتاجه على الحدود، وندخل في مغامرات خارج الحدود، نسأل الله أن يقينا ارتداداتها السلبية. والبعض منا، يغرق في خطاب مثالي، يتجاهل كل ما يجري، وكأن الدنيا بألف خير، ويجهد مجيشا هنا، ومطيفا هناك، من أجل محاولات يائسة لتحقيق المكاسب والمناصب. وبعضنا الآخر يجد نفسه ضائعا بين هنا وهناك، في حين أن التعقل في مثل هذه الظروف يظهر صاحبه وكأنه خارج الزمن، ففي زمن الصخب صوت العقل لا يسمع".

 

وختم طعمة: "من هو القادر اليوم على الساحة السياسية اللبنانية، أن يقول للمعطلين والمقامرين والصاخبين كفى؟ من هو القادر على تغيير المعادلة؟ أم أن أحدا لن يستطيع إقناع من يظن نفسه الأقوى على التراجع؟ وقانا لله سكرة المستلذ بنشوة نصر يخاله أبديا، فيما الأسس التي تبني الدولة وتصون الوطن تتهاوى واحدة تلو الأخرى".