كثيراً ما تتعرض الفتيات لمضايقات في العمل، خصوصا الحسناوات منهنّ... فيُضحين آسرات ومأسورات، لأنّ ما يقدّمه الجمال من "مجدٍ أنثوي"، يأسرهنّ كذلك حينما يصادفن مهووسين لا يدركون للحدود معنى، فتصبح نعمتهنّ نقمتهنّ...

في مجتمعاتنا أيضاً، ولأنّ المرأة دائماً ما تكون العنصر الأضعف بفعلٍ منها، ربما، أو نتيجة لما رسمه لها المجتمع من صورة الخاضعة، ننسى دوما أنّ الظلم قد يتشاركه معها أيضا شبّان، جاذبيّتهم باتت تشكل لهم عبئاً، من نوع آخر، إنما من "الجنس نفسه".

ليس تعدياً منّا على "مثليّي الجنس" إنما لطرح إشكالية باتت تتغلغل في أروقة بعض الشركات، فتجد شبّاناً يتعرضون للمضايقة من مثليي جنس، أثناء العمل، ما يسبّب لهم الاحراج.


شادي، شاب أسمر في العشرينيّات من العمر، مفتول العضلات، يدأب على ممارسة الرياضة، معروف بأفكاره الاستقلاليّة وقصصه التي لا تنتهي مع النساء. لكنّ شادي، ورغم مغامراته الكثيرة، خجول بشكل كبير، تراه يتحوّل فجأة من "نسونجي" على "اللبناني"، إلى "صبي محمرّ الوجنتين" كلّما أتيته بكلام معسول، لا يخرج فقط من ثغر الحسناوات، إنّما من شبان آخرين، وما أكثرهم...

ويروي شادي لموقع الـmtv الالكتروني معاناته منذ بدأ العمل قبل سنتين في إحدى الشركات، فهو، وعلى ما يبدو، يشكّل عنصراً جاذباً لأبناء جنسه، فكلّما خرج ليدخّن سيجارة أو ليتناول طعام الغداء، تجد شابا يتقرّب منه، بحجّة الزمالة، فيطلب رقم هاتفه ليتواصل معه، أو يدعوه للخروج في يوم الفرصة. ولأنّ خجله يمنعه من مواجهتهم، بات صيداً ثميناً لكثيرين.


عندما تجلسون مع شادي، تفاجأون بكثرة الروايات التي يقصّها عليكم وما يتعرض له في العمل، فواحد يصادفه في الحمام كلما ذهب يقضي حاجته، وآخر يدّعي أنه يريد الجلوس بقربه ليتعرّف على تفاصيل عمله، فتجده يحمل كرسيّه ويلتصق به...
وفي مرات كثيرة، يعبّر المعجبون عن مشاعرهم، خصوصا من خلال الـwhatsapp، فيعتذر منهم، ويؤكد لهم أنّه لا يشاطرهم الاهواء نفسها.

حالة شادي، وإن كانت تدعو للضحك أحياناً نسبة للمواقف التي تصادفه، فهي تشكّل له مشكلة حقيقيّة، لأنّ من لا يعرفه، بات يشكك في أهوائه الجنسيّة، فتجد الابتسامات تلاحقه كلّما جالس صديقاً، الأمر الذي بات يدفعه إلى نشر صور كثيرة له مع صديقات على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يفهم "الكثيرون، والكثيرات"... أنّ الجنس الآخر هو مصدر جذبه الوحيد.