بعد إعادة انتشار الجيش اللبناني في عرسال، وفي إطار الاتصالات التي يقوم بها وفد من أهاليها على المرجعيات السياسية المعنية بالمحافظة على الأمن في لبنان وصون السلم الأهلي من تداعيات الفتنة المذهبية التي تضرب المنطقة، ولقائه رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الداخلية نهاد المشنوق وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وسماعه منهم كلاماً مطمئناً يخالف ما يروجه "حزب الله" من إشاعات لتصوير عرسال بؤرة للإرهاب والإرهابيين، أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح لـ"السياسة" الكويتية، ان "حزب الله" يقف وراء الضجة المفتعلة ضد عرسال، لأن هدفه دفع الجيش للاشتباك مع المسلحين، رغم أن الجيش من الأساس موجود في عرسال وفي جرودها اللبنانية.   وتساءل الجراح "هل المطلوب انتشار الجيش داخل الأراضي السورية وتوريطه بهذه المسألة لقطع الطريق على العماد جان قهوجي ومنع التمديد له ومنع ترشيحه لرئاسة الجمهورية؟، فإذا كان هذا هو المطلوب فإن حسم الأمور في هذا الموضوع لم يعد بيدهم."   وتابع "هم أوهموا جمهورهم أن دخول القلمون قضية حياة أو موت, ليتبين لاحقاً أنهم يريدون ربط الزبداني بحمص, لكنهم فشلوا في ذلك."   وعما إذا كانت المؤامرة تستهدف تهجير عرسال وإنهاء الوجود السني في البقاع الشمالي، اكد الجراح "لست متيقناً إذا كان الحزب وصل إلى درجة التورط بمثل هذه المؤامرة الخطيرة جداً"، مشيراً إلى أن "الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ألمح إلى ذلك في خطابه الأخير بالقول إن أهالي المنطقة والعشائر لا يقبلون بما يجري في عرسال، وكأنه يحرض على إشعال الفتنة بينها وبين جيرانها"، متهماً أنصار الحزب بزيادة الشحن المذهبي في المنطقة، "من خلال اليافطات والرايات التي تحمل شعارات الإساءة والتحريض التي تزيد من الشحن المذهبي وتعتبر عرسال بيئة حاضنة للإرهاب، بالتزامن مع تهديد مباشر من الحزب بأنه في حال فشل الجيش بدخول عرسال فإنهم سيقومون بهذه المهمة"، مستبعداً أن يكون لدى "حزب الله" القدرة على دخول البلدة، من حيث استعداد أهاليها للدفاع عنها والطبيعة والجغرافيا.   وفي المعلومات التي تقول إن تحجيم عرسال وإنهاء دورها في المنطقة يأتي تسهيلاً لتمرير مشروع الدولة العلوية التي أصبحت معالمها واضحة، لم يستبعد الجراح "سعي النظام السوري إلى ربط الشام بحمص والساحل السوري لتأمين حدود الدولة العلوية، فهم لا يريدون أحداً على تخومهم، وعرسال هي النقطة الوحيدة التي تزعجهم"، مؤكداً "طالما يؤكدون انتصارهم في القلمون وإلحاق أكبر هزيمة بالثوار وإجبارهم على الفرار باتجاه جرود عرسال، فهذا يعني أن "حزب الله" لم يحقق أي انتصار في القلمون، حتى تلة موسى التي ادعى السيطرة عليها هي اليوم بعهدة جبهة النصرة."   ولفت الى أن "الجيش موجود في البلدة ويقوم بواجبه على أكمل وجه، وهو يكثف دورياته ومداهماته والأهالي مرتاحون لهذا الوضع بالكامل."   واعتبر الجراح أن "كل هذه الضجة بشأن عرسال هدفها تشويه صورة العماد قهوجي، من أجل تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش"، مستغرباً فتح هذا الملف وربطه بملف العميد بصبوص الذي تنتهي ولايته مطلع حزيران المقبل، فيما العماد قهوجي تنتهي ولايته في ايلول المقبل، أي بعد أربعة أشهر من الآن.