استدعى خطاب الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله في عيد المقاومة والتحرير أول من أمس مواقف سياسية منتقدة. ولفت وزير الاتصالات بطرس حرب إلى أن «من يستمع إلى «خطاب السيد نصرالله يطمئن اللبنانيين، يتصرف وكأنه حاكم لبنان ويوضح علناً بانه سيتدخل ليس فقط في سورية بل بالعراق واليمن أيضاً، وهذا يحمل لبنان مخاطر أمنية جراء الاضطرابات الأمنية حوله»، أملاً أن «يعود «حزب الله» إلى كنف لبنان ويتصرف على انه جزء من هذا البلد».

وشدد النائب محمد كبارة على أن «اللبنانيين لن يكونوا حلفاء مع قاتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أو مع من تلطخت يداه بدم الشعبين اللبناني والسوري»، مؤكداً «إن نصرالله يحتل البلد ويسيطر على الدولة، ثم يهدد اللبنانيين بأنهم إن لم يتحالفوا معه ضد الشعب السوري، فسيقتلهم كما يقتل الشعب السوري».

وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب أمين وهبي: «لقد سمعت خطاب السيد نصر الله، بالأمس وكان لافتاً أنه كان يستدعي داعش ببشاعتها وإجرامها ودمويتها من أجل أن يخوف اللبنانيين ومن أجل أن يبرر سياساته التي يجندها من أجل دعم النظام السوري». وأكد أن «الدولة اللبنانية هي التي تحمي اللبنانيين إذا كان هناك خطر على لبنان من التطرف».

وأعرب المكتب السياسي لـ»الجماعة الإسلامية» عن استغرابه من «إصرار بعض المشاركين بالحرب الدائرة في سورية على دعم نظام جائر ضد شعبه، والادعاء بأنهم يمارسون دفاعاً عن لبنان واللبنانيين ضد التمدد «الداعشي».

 

الحريري: معادلة الحشد الشعبي لا مكان لها

ورد الرئيس سعد الحريري، ليل أول من أمس على خطاب نصر الله، بالقول: «تمنيت لو أن تعليقي في هذا اليوم، يقتصر على توجيه التحية إلى اللبنانيين وتضحياتهم في عيد التحرير. أما وان هناك من أراد ان يحتكر المناسبة بالمطلق ويتجاوز حدود الإجماع إلى خطاب التخوين والمكابرة، كان لا بد من الوقوف عند سيل المغالطات والتهديدات». وأضاف: «نحن في تيار المستقبل نعلن على الملأ أنّ الدولة اللبنانية ومؤسساتها الشرعية هي ضمانتنا وخيارنا وملاذنا، وأي كلام عن ضمانات أخرى أمر مرفوض وخوض عبثي في مشاريع انتحارية»، مشدداً على أنّ «الدفاع عن الأرض والسيادة والكرامة ليست مسؤولية «حزب الله لا في عرسال ولا في جرودها ولا في أي مكان آخر، وموقفنا من داعش وقوى الضلال والارهاب لا يحتاج لشهادة حسن سلوك من أحد».

وفي حين جزم بأنّ «معادلة الحشد الشعبي لا مكان لها في لبنان»، سأل الحريري: «إلى أية هاوية يريدون أخذ لبنان؟ وأية حرب يطلبون من الطائفة الشيعية وأبناء العشائر في بعلبك - الهرمل الانخراط فيها؟، وزاد: «منذ سنوات ونحن ننادي بوضع استراتيجية وطنية تحمي لبنان من الاٍرهاب والحرائق المحيطة وتعترف للجيش والقوى الأمنية الشرعية بالحقوق الحصرية في حماية الأمن الوطني، ولكنهم في كل مرة يبذلون الجهد لتعطيل هذه المهمة الوطنية»، مشيراً إلى أنّ المعركة التي يزجّون اللبنانيين بها هي «لا دينية ولا أخلاقية ولا وطنية دفاعاً عن نظام الأسد الذي يغرق أمام أعينهم وينسحب لمصلحة «داعش في مؤامرة مكشوفة»، لافتاً الى أنّ «داعش والأسد سيلقيان المصير نفسه».

وقال: «ما يعنينا هو وجود لبنان وسلامة العيش المشترك وخصوصاً الحياة الواحدة بين السنّة والشيعة»، لافتاً الانتباه إلى أنّ الطريق الوحيد لدرء الفتنة وتصحيح الخلل الكبير في العلاقات بين المسلمين يكون بأن «نعود إلى الدولة ونتوَحد على مرجعيتها ونقف خلف الجيش والقوى الشرعية في حماية الحدود ومواجهة مخاطر الإرهاب من أي جهة أتى».