مع سيطرة حزب الله على تلة طلعة موسى يبدأ اكتمال استحقاق "ذوبان الثلوج"، فما هي الأهمية الإستراتيجية لهذه التلة ولباقي التلال التي تمَّت السيطرة عليها لغاية الآن؟

"معركة التلال" ربما هو الوصف الذي يصحّ إطلاقه على ما يجري في القلمون، فالتقدّم الذي يحرزه الجيش السوري وحزب الله في القلمون سريع بسيطرتهما تدريجياً على عدد من التلال في هذه المَنطقة التلال والأودية وهي هوية جرود القلمون.
 
من التلال الأكثر اهمية من الناحية الإستراتيجية "تلة طلعة موسى" تقع  هذه التلة في جرود رأس المعرة على ارتفاع نحو ألفين وخمسمئة وثمانين متراً عن سطح البحر تشرف هذه التلة من الشرق على فليطة ومن الغرب على الخشعات من الجنوب على مَنطقة باروح ومن الشَمال تحدّها ارض الكشك وبركة الفختي في جرود عرسال.
 
 وتبعد عن عرسال نحوَ ثمانيةَ عشر كيلومتراً، وتعتبَر تلة طلعة موسى أعلى تلال جبال القلمون على الإطلاق ويستطيع المتمركز فيها السيطرةَ بالنار على جزء واسع من جرود عرسال.
 
والسيطرة على تلة موسى تعني احكامَ الطوق الناري على المسلحين واغلاقَ الممرات الجبلية التي يستخدمونها للتنقل ونقل الامدادات البشرية واللوجستية والعسكرية.

ومن التلال الاستراتيجية التي سيطر عليها أيضاً الجيش السوري وحزب الله هي تلال فيع وشعب الجماعة وقرنا وتلة خربة النحلة الاستراتيجية المشرفة على جرود عسال الورد وشرق جرود بريتال.

 وبالسيطرة على خربة النحلة تحديدا يكتمل الخط الذي بات آمنا من جرود عسال الورد والجبة السورية الى مثلث الطفيل وجرود بريتال، وهو انجاز من شأنه ان يضعَ حدا لمسلسل الاستنزاف من المسلحين ويبعدَهم عن بعض المناطق الاستراتيجية.

والإنجاز اللبناني الصرف الذي حققّه حزب الله يتمثّل بسيطرته على مرتفعات تلة ضهر الهوى الاستراتيجية وكامل مرتفعات الخشعات الاستراتيجية اللبنانية شرقَ جرود نحلة هذه المرتفعات تشرف على معابرَ عديدة من جهة الشَمال وعلى جزء كبير من جرود عرسال، وبهذا الانجاز الميداني يكون حزب الله والجيش السوري قد أغلقا بالنار شريانا آخرَ للمسلحين كخط عبور باتجاه عرسال وجرودها.