تندرج زيارة الرئيس سعد الحريري، التي تأتي بعد نحو 5 سنوات وفق ما تقول اوساط سياسية قريبة من زعيم "المستقبل" لـ"المركزية" تحت عنوان عريض يشكل الهم اللبناني العام ويتمثل بتحصين لبنان من الحرائق الاقليمية لكونه على تماس مباشر مع خط النار الملتهب وحث المسؤولين الروس على بذل مزيد من الجهود لارساء حل للازمة السورية خصوصا ان موسكو لعبت دورا مهما في هذا الاتجاه، واستضافت مؤتمرا للمعارضة السورية وساهمت الى جانب الولايات المتحدة الاميركية في تحريك التسوية السياسية للحل من خلال بيان مؤتمر جنيف واحد، قبل ان تتوتر العلاقات بين البلدين على خلفية الازمة الاوكرانية.وتشير إلى ان الحل السوري يشكل المعبر الرئيسي لحل الازمات اللبنانية الناجمة في جزء كبير منها عن الوضع في سوريا ويخفف الضغط الذي يقبع تحته لبنان منذ نحو اربع سنوات ونيف بفعل الاعداد اللا محدودة للنازحين السوريين على اراضيه التي بلغت ما يقارب نصف عدد سكانه.

  واستنادا الى هذه المعطيات، تعتبر الاوساط ان الحريري سيركز على محاور اساسية مع المسؤولين الروس وعلى وجه الخصوص الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف: انقاذ لبنان وصيغة العيش المشترك الفريدة المهددة بالانهيار جراء التطرف المذهبي، تخفيف تداعيات الازمة السورية على لبنان واجراء ما يلزم من اتصالات مع الدول المؤثرة لايجاد حل لانتخاب رئيس جديد للبنان، وروسيا يمكنها المساعدة في ذلك،عبر شبكة اتصالاتها وتحالفاتها الاقليمية وتحديدا مع ايران وسوريا، اضافة الى المساعدات التي يمكن ان تقدمها روسيا للجيش اللبناني لحماية الحدود، والوقوف في وجه الارهاب التكفيري، وما يتصل بالهبة السعودية للبنان لشراء أسلحة الجيش وقد كلف الحريري بمتابعة تفاصيلها والبالغة قيمتها مليار دولار.

  وتشدد الاوساط على ان الرئيس الحريري ومن خلال جولاته على دول القرار يحاول ان يبعد شبح الانفجار عن لبنان بعدما كان اكد لاكثر من مسؤول دولي التقاه ان الاستقرار الامني ليس مستداما ما دام الاستقرار السياسي مفقودا وتحصينه غير ممكن الا بانتخاب رئيس للبلاد.

  وفي سياق متصل ، تكشف الاوساط ان مسؤولين لبنانيين كانوا سمعوا مواقف روسية تؤكد ضرورة انتخاب رئيس للبنان الا انها اعربت عن اعتقادها ان ليس من امكان للضغط على اي طرف او جهة لبنانية لممارسة دورها في العملية الانتخابية ،وان موسكو تؤيد "اعلان بعبدا" كاطار لتوفير الامن والاستقرار غير ان تطبيقه بات معقدا اليوم في ضوء ما يحصل من تطورات في الداخل وفي المحيط الاقليمي.