لم تكن حادثة تكسير تمثال حافظ الأسد في مدينة صلخد الجبلية بمحافظة السويداء في السادس من هذا الشهر هي الأولى من نوعها على ساحة المحافظة، إذ سبقتها محاولات عديدة قام بها ناشطوا المحافظة في هذا السياق، منها لم ينجح مثل محاولة تكسير أكبر صنم لحافظ الأسد في السويداء والمزروع وسط " ساحة السير " في قلب المدينة، عندما حمل أحد شبابها مطرقة حديدية وانهال بها طرقا على الصنم في وضح النهار، إلا أنه اعتقل فوراً قبل أن يكمل تحطيمه كما قام ناشطو المحافظة وفي وقت مبكر من عمر الثورة بحرق تمثال حافظ الأسد الموضوع وسط ( دوّار الثعلة ) في مدينة السويداء أكثر من مرّة، رغم التشديد الأمني الذي أُحيط به الصنم، حتى أجبروا الأجهزة الأمنية على إزالته كليا من المكان ولفوا في حينها الدوار بأكياس الخيش في محاولة لحجب رؤية المحروق عن العامة، مبررين الموقف بيافطة كتب عليها " قيد الترميم"، ليأتي الترميم لاحقاً بإزالة التمثال من مكانه ونصب منحوتة حجرية بسيطة لا دلالة لها عوضا عنه.

ويتحدث معارضون من السويداء عن التعتيم عما يجري في السويداء من حراك ثوري، فالنظام لم يكن وحده الحريص على تحييد محافظة السويداء عن الحراك الثوري من خلال غض الطرف عن احتجاجاتها المتكررة، في الوقت الذي أحرق فيه المدن السورية الأخرى نتيجة احتجاجاتها، بل لعبت بعض الأطراف المحسوبة على المعارضة السورية دورا بارزاً أيضاً في التعتيم على حراكها أو على الأقل عدم موازاة تغطيتها الاعلامية للأحداث الجارية فيها، وتعتبر حادثة تكسير صنم الأسد في مدينة صلخد دليلاً حاضرا ً على ذلك، سيما وأن وسائل الإعلام خصت الحوادث الشبيهة في المحافظات الأخرى بعرضها أيام على شاشاتها ومواقعها الإلكترونية.

الجدير بالذكر أن معظم الأصنام الأسدية التي جرى تكسيرها في المدن السورية حدثت بعد تحرر تلك المدن أو بعد خروجها من سلطة النظام، ولكن محاولات تحطيم التماثيل في محافظة السويداء، ما نجح منها وما فشل، حدثت وتحدث كلها والمحافظة تحت قبضة النظام الأمنية والعسكرية والتشبيحية الصارمة. 

ورغم الأخطار المحيطة في محافظة السويداء من محاولات النظام وأزلامه زرع الفتنة مع جارتها درعا وما يترتب على هذا من توترات، إلى تواجد تنظيم الدولة على حدودها والمناوشات المستمرة معه شمال شرق المحافظة ومخاوفها من هذا الواقع، مرورا بالصدامات المستمرة مع بعض العشائر في المنطقة المرتهنون للأجهزة الأمنية والمسؤولين بشكل مباشر عن حالات الخطف والقتل وقطع الطرق، عدا عن العصابات التي تسطو وتقتل بهدف السرقة على أرضية الفلتان الأمني الحاصل في المنطقة، إلا أن صوت الثورة يبقى مسموعا وحدثها حاضرا بقوة على ساحة محافظة السويداء بشكل عام، لتعلن عن نفسها أنها جزء لا يتجزأ من سوريا وثورتها الأسطورية لنيل حريتها وكرامتها . 

 

المصدر: اورينت