اليمن , سوريا , السعودية , إيران , العراق , البحرين ... هذه هي عناوين المواقف السياسية الصادرة عن الزعماء اللبنانيين خلال الفترة السابقة والحالية, وقد بات لبنان مع ما يعانيه من أزمات سياسة وأمنية واقتصادية واجتماعية آخر اهتمامات ومتابعات الجهات السياسية اللبنانية, وكأن لبنان بات مجرد محطات لتصفية الحسابات السياسية بين الدول أو أن سياسييه ارتضوا أن يكون كذلك, حيث غابت بشكل شبه كامل الملفات اللبنانية على أهميتها عن تصريحات الزعماء السياسيين وباتت كل الإهتمامات تصب في خدمة الأحداث الجارية في المنطقة , صحيح أن لبنان يتأثر بشكل كبير بهذه الأحداث وتداعياتها إلا أن المطلوب أيضا أن تبقى الملفات اللبنانية في دائرة الاهتمام والمتابعة خصوصا ما يتصل منها بملف انتخاب رئيس للجمهورية وأن واجب السياسيين كافة عدم إغفال أو إهمال الملفات الداخلية اللبنانية على حساب أحداث المنطقة .

 لم يستطع لبنان أن ينأى بنفسه عن الاحداث في سوريا والعراق واليمن وغيرها إلا أن القضايا اللبنانية يجب أن تبقى في دائرة الاهتمام الاولى وهذا ما يجب ان تلتفت إليه القيادات السياسية جميعا بغض النظر عن مواقفها المتباينة من الاحداث الجارية في المنطقة وسواء كانت هذه القيادات مع ايران ام لا أو مع السعودية أو ضدها إلا أن ذلك لا يعفي هذه القيادات من تحمل مسؤولياتها تجاه الأحداث والقضايا اللبنانية وإن الإهتمام الكبير الذي نشهده بالملفات المتصلة بالمنقطة من قبل جميع القيادات يجب ان ينسحب أيضا على الاهتمام بالملفات الداخلية وخصوصا بعد تعطيل شبه كامل لمعظم المؤسسات السياسية في البلد . إن الصورة التي نشاهدها للزعماء السياسيين في لبنان والصورة التي رأيناها يوم أمس مع بداية خطاب الأمين العام لحزب الله وما تبعه من ردود تشعرك بأن بعض السياسيين اللبنانيين فقد هويته اللبنانية وانتماءه اللبناني وهو يتحدث فقط بلغة بلد آخر وسياسة بلد آخر ,كما أن الدفاع المستميت لبعض اللبنانيين عن إيران وما يقابله من بعضهم الآخر عن السعودية لهو مؤشر خطير على انقسام الهوية اللبنانية وانسحاقها بشكل شبه كامل أمام إرادة دول خارجية أخرى لها مصالحها الخاصة وسياساتها المعروفة في المنطقة .

بعد أيام نحن على موعد جديد لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية والمقررة في 22 من الشهر الجاري ومن شأن ذلك أن يكون مسؤولية وطنية كبيرة على عاتق هؤلاء السياسيين ليتحملوا مسؤولياتهم تجاه وطنهم و بلدهم وينقذوا هذا الوطن من هذا الفراغ المميت الذي قضى كل كامل الحياة السياسية في هذا البلد .