قال الناطق باسم عملية «عاصفة الحزم» العميد أحمد عسيري أنه لا يستبعد سعي ميليشيات الحوثيين إلى حيازة أسلحة كيماوية وجرثومية، مشدداً على التحاق قبائل يمنية بمعسكر الشرعية.

وأصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قراراً بتعيين خالد بحاح نائباً له، مع احتفاظه برئاسة الحكومة الشرعية، في حين قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل: «لسنا في حرب مع إيران». لكنه شدّد على ضرورة وقف تسليح الحوثيين.

وعلمت «الحياة» أن القوات السعودية أسرت عنصرين من ميليشيات الحوثيين وقتلت أربعة آخرين، في مواجهات شهدها مركز عاكفة الحدودي في نجران مساء أول من أمس. وكشفت مصادر أن منطقة «المنارة» الحدودية تعدّ «الأكثر سخونة» منذ بداية عمليات «عاصفة الحزم».

وأحبطت قوات التحالف محاولة ميليشيات الحوثيين السيطرة على مطار صعدة والتحصُّن فيه، معلنة استهدافها ألوية ومعسكرات للمتمرّدين، وعدداً من الكهوف التي تستخدم كمستودعات ذخائر ومراكز عمليات. كما دمّرت مجموعة من مستودعات الأسلحة المحيطة بعدن.

وأبدى الناطق باسم قوات التحالف، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد أحمد عسيري تفاؤله بانضمام مجموعة من القبائل اليمنية إلى معسكر الشرعية اليمنيّة، في شبوة ولحج وأبين، وإعلانها دعم الرئيس عبدربه منصور هادي.

وأكّد أن عمليات «عاصفة الحزم» مستمرة في تحقيق أهدافها، وتركّز على منع الميليشيات الحوثية من استخدام المعدات العسكرية وعلى قطع محاولات الإمداد والتموين، مشيراً إلى جهود لدعم عمليات اللجان الشعبية في عدن وشمال اليمن (صعدة وما حولها).

ولفت إلى أن الحوثيين منعوا الوقود عن المواطنين اليمنيين، للاستفادة منه في عملياتهم وتحركاتهم العسكرية، مشيراً إلى أن مقاتلات التحالف أغارت على عدد من مخازن الوقود ودمرتها.

وأوضح أن الوضع في عدن «لم يتغير»، ولا يزال بين «كرّ وفرّ»، فيما تواصِل «اللجان الشعبية» والمقاومة إحباط محاولات ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي صالح التوغل في المدينة، وقال إن العمل جارٍ لقطع الإمدادات عن القوات الحوثية في عدن.

وكشف عن طلب القيادة الشرعية اليمنية تحويل الحصار البحري الذي تفرضه «عاصفة الحزم» على اليمن إلى «حظر بحري»، بحيث يحق لها تفتيش السفن، لمنع أي إمدادات للميليشيات.

ولم يستبعد عسيري أن تسعى القوات المتمرّدة إلى حيازة أسلحة كيماوية أو جرثومية، في رده على سؤال لأحد الصحافيين، لكنه أشار إلى أنه لم يتم إثبات أو رصد أية حالة. ونفى ما تشيعه وسائل إعلام عن سيطرة الحوثيين على 30 قرية سعودية على الشريط الحدودي، وقال: «إن أحداً لم يستطع السيطرة على سنتيمتر واحد من الأراضي السعودية».

وأشاد بقرار هادي تعيين نائب له، هو رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح، لأن قراراً كهذا «سينعكس إيجاباً على نتائج المعركة»، مؤكداً أن «الموقف على الأرض تغيَّر، وهدفنا الآن شل حركة الميليشيات».

ورداً على سؤال حول فتح باب التطوع في الجيش السعودي، قال عسيري إن القوات الموجودة كافية، ووزارة الدفاع السعودية هي المخولة الإجابة عن هذا السؤال. ووصف العملية التي استهدفت نقطة حدودية في قطاع نجران بأنها «يائسة»، و «محاولة لتخفيف الضغط عن القيادات في صعدة، ونقل المعركة إلى الشريط الحدودي».

إلى ذلك، أعلن عسيري وصول ثلاث شحنات من المساعدات الإنسانية والطبية إلى اليمن.

وكان مسؤول في وزارة الدفاع السعودية أعلن أول من أمس، أن القوات السعودية ردّت على مصدر النيران الذي تسبّب في استشهاد ثلاثة ضباط صف وإصابة اثنين آخرين من الجانب السعودي، جراء سقوط قذيفة «هاون» على موقعهم. وأكد أن الرد كان عنيفاً، وألحق بالحوثيين خسائر فادحة، لترتفع خسائرهم إلى 500 قتيل منذ انطلاق «عاصفة الحزم».

وكان الأمير سعود الفيصل، أعلن خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس أن الرياض «ليست في حرب مع إيران»، وأن هدف عمليات «عاصفة الحزم» في الأراضي اليمنية هو «تحقيق الأهداف الشرعية والإنسانية» في هذا البلد، مشيداً بدعم باريس مواقف بلاده وبعزمها على «إطلاق مبادرة سلام فلسطينية - إسرائيلية في الأيام المقبلة مبنيّة على مبدأ الدولتين». وأضاف في المؤتمر الصحافي الذي عُقِد في الرياض ان «إيران ليست مسؤولة عن اليمن، السعودية وحلفاؤها شنّوا عاصفة الحزم بطلب من السلطة الشرعية وهي الوحيدة المخوّلة وقف العمليات العسكرية». وأعرب فابيوس عن استعداد بلاده للمساهمة في التوصل الى حل للأزمة في اليمن، وأعلن أن باريس «ستتعاون مع الرياض في مشروع للطاقة النووية السلمية».

في الدوحة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، على هامش مشاركته في المؤتمر الثالث عشر «لمنع الجريمة والعدالة الجنائية»، إلى «وقف الأعمال الحربية في اليمن في أسرع وقت ممكن وإعطاء الأولوية للحوار». وأكد استعداد المنظمة الدولية لذلك «لاسيما أنها رعت المحادثات السياسية اليمنية الأخيرة عبر مبعوثها جمال بن عمر».

وفي إسلام آباد (أ ف ب) رد وزير الداخلية الباكستاني نزار علي خان بشدة على انتقاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قرار البرلمان الباكستاني «الحياد» إزاء الحرب في اليمن، ووصفِهِ القرار بأنه يأتي في سياق مواقف «متناقضة وملتبسة».

واتهم نزار علي خان الوزير الإماراتي بتوجيه «تهديدات» إلى بلاده، معتبراً تصريحه «انتهاكاً» فاضحاً لكل الأعراف الديبلوماسية». وتابع في بيان: «باكستان بلد فخر وعزة، يكنّ مشاعر أخوية لشعبي الإمارات والسعودية، لكن هذا التصريح من وزير إماراتي هو بمثابة إساءة إلى عزة نفس باكستان وشعبها».