• في تصريحات غير مسبوقة، أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أن لدى بلاده رغبة كبيرة لدخول سوريا وعمل شيء، متسائلاً عن سبب عدم قيام العرب بعمل ما لوقف انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الأسد، وهو ما فسره مراقبون بأنه ضوء أخضر أمريكي لعملية عسكرية في سوريا مشابهة لعملية "عاصفة الحزم" في اليمن.

وكان أوباما يتحدث في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، نشرت الاثنين، وجاءت عقب التوصل إلى اتفاق الإطار بين إيران ومجموعة 5 زائد واحد، حول ملفها النووي، وهو الاتفاق الذي يثير استياء حلفاء واشنطن في المنطقة، وتخوفهم من تحوله إلى قوة إضافية تدعم التمدد الإيراني المتزايد في عدد من الدول.

وقال أوباما: "أعتقد أنه عند التفكير فيما يحدث في سوريا على سبيل المثال، فهناك رغبة كبيرة لدخول الولايات المتحدة هناك والقيام بشيء، لكن السؤال: لماذا لا نرى العرب يحاربون ضد الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان وما يفعله الأسد؟".

وبهذا التصريح المثير، يضع الرئيس الأمريكي، صراحة، الكرة في ملعب الدول الخليجية، وعلى رأسها السعودية التي تتخذ موقفا صارماً من نظام الأسد وتدعم الثورة السورية، مما يعني إجازة القيام بعمل عسكري في سوريا أمريكياً، وهو ما كانت تشكو بعض الدول الخليجية المؤيدة لهذه الثورة، مثل السعودية وقطر، من وضع "فيتو" أمريكي عليه.

أوباما الذي أعلن تأييد الولايات المتحدة لعملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة السعودية في اليمن ضد الحوثيين، منذ اليوم الأول لانطلاق العملية، وبدعم لوجستي واستخباري، يبدو عازماً على تحويل هذا النوع من العمليات إلى نهج جديد للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.

ففي المقابلة المذكورة، ذكر أوباما أنه سيبلغ دول الخليج، في اجتماع القمة الذي دعاهم إليه بكامب ديفيد، أنه يتعين على هذه الدول أن تكون أكثر فعالية في معالجة الأزمات الإقليمية، مبيناً أنه يريد أن يناقش مع الحلفاء في الخليج كيفية بناء قدرات دفاعية أكثر كفاءة، وطمأنتهم لجهة دعم الولايات المتحدة لهم في مواجهة أي هجوم من الخارج.

هذا النهج الأمريكي الجديد قد يسمح بعمليات عسكرية مشتركة في المنطقة في سوريا، شبيهة بتلك الجارية في اليمن، وتشير التسريبات إلى حصول اتفاق سعودي تركي، أبرم خلال لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان والملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض، على تنفيذ تدخل عسكري مشترك ضد نظام الأسد الصيف المقبل.

ويعزز صحة هذه التسريبات، التي تفرد "الخليج أونلاين" بنشرها مارس/ آذار الماضي، تأكيد الزعيمين التركي والسعودي، عقب القمة التي جمعتهما نهاية فبراير/ شباط، العمل على زيادة دعم المعارضة السورية وتمكينها من إحداث نتائج ملموسة.

من جهته، اعتبر السفير السوري المنشق، بسام العمادي، أن تصريحات أوباما الأخيرة لم تترك مجالاً للشك بأننا سنشهد عاصفة حزم ثانية ضد بشار الأسد مدعومة من واشنطن والغرب، وذلك في صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك".

العمادي الذي كان سفير سوريا في السويد عندما انشق وانضم إلى المعارضة مع اندلاع الثورة ضد الأسد، شدد على أن مؤدى كلام الرئيس الأمريكي أن "افعلوا ما عليكم فعله لوقف براميل بشار، ولا تنتظروا أوامر منا"، مشيراً إلى أن "هذا كلام دبلوماسي لا تفسير آخر له".

وتساءل السفير السوري المنشق: "هل يسمع الأشقاء العرب والأخوة الأتراك؟ وهل ينهوا التزامهم بسياسة الدعم بالقطارة الذي يقدم للفصائل التي حررت مناطق واسعة في سوريا وتنتظر الدعم الحقيقي لتحرير ما بقي تحت الاحتلال الإيراني الأسدي؟".