لم تعد قناة المنار بمنأى عن التورط في تسعير الأحقاد الطائفية والمذهبية في الوطن العربي, وخصوصا خلال هذه الفترة الحرجة التي نشهدها على مستوى منطقتنا العربية ,وقد خرجت قناة المنار عن رسالتها الإعلامية التي تغنت بها خلال السنوات الماضية في المحافظة على الوحدة بين المسلمين على امتداد الوطن العربي ,وأصبحت اليوم من الأبواق الإعلامية التي تتنكر عن قصد أو غير قصد لرسالة الإعلام الهادف, حيث أصبح نقل الحدث على شاشة المنار مشوبا بالتحريض والأكاذيب ولا شك أن المقصود في ذلك خدمة السياسات التي يتبناها حزب الله في خطابه وخصوصا المتعلق منه بموقف الحزب من بعض الدول العربية .

ولئن نجحت المنار إعلاميا خلال المواجهات مع العدو الصهيوني إبان الإحتلال الاسرائيلي للبنان إلا أنها اليوم باتت تشكل وجها آخر يعتمد قلب الحقائق وبث الأضاليل والتحريض والإفتراء وهذا فضلا عن تضخيم الحدث بما يخدم مصالحها السياسية وتوجهات حزب الله . والحال هذه فقد أصبحت المنار في ركب الفضائيات التي تعتمد التحريض الطائفي والمذهبي وبث الفرقة والبغضاء بين المسلمين وأبناء الوطن العربي وذهبت بعيدا في تضليل الرأي العام عربيا وإسلاميا تجاه الكثير من القضايا والأحداث السياسية والأمنية التي تعصف بالوطن العربي, وكما ذهبت بعيدا في قلب الحقائق في سوريا دفاعا عن نظام بشار الأسد وأزلامه ومرتزقته, ها هي اليوم تعتمد اسلوب التضليل والتحريف لأحداث اليمن سياسيا وأمنيا وإن ما نشاهده في هذا السياق خلال نشرات الاخبارعلى قناة المنار يؤكد اعتماد هذه القناة حملة تعبوية منظمة ومدروسة تستهدف المملكة العربية السعودية خصوصا والدول العربية عموما الأمر الذي سيؤدي حتما إلى المزيد من تأجيج الصراعات المذهبية في الوقت الذي باتت فيه منطقتنا على فوهة بركان للإنفجار الطائفي .

وتستكمل المنار حملتها هذه باتجاه المملكة العربية السعودية لتصوير بعض الاحتجاجات في المملكة بانتفاضة وتنقل الصورة بمبالغة مقصودة تهدف من خلالها إلى التحريض وتعبئة الرأي العام الشيعي خصوصا ضد النظام السعودي وقد تناست قناة المنار أن حملتها هذه من شأنها زيادة الإحتقان الذي سيؤدي حتما إلى المزيد من الضغط على الأقليات الشيعية في الوطن العربي هذا فضلا عن مصير المغتربين اللبنانيين الشيعة الذين أصبح مصيرهم مهددا بفعل سياسات العداء التي ينتهجها حزب الله تجاه دول الخليج والدول العربية, ولئن كان اللبنانيون الشيعة في السعودية بمأمن إلى الأمس القريب إلا أن سياسات المنار ومن خلفها حزب الله ستجعل منهم الحدث المرتقب في الأيام القادمة .

إن هذا العبث الإعلامي والسياسي بمصير الأمة عموما والطائفة الشيعية خصوصا من شأنه أن يزيد الأمور تعقيدا ويذكي بلا شك النعرات الطائفية والمذهبية التي باتت تهدد الامة بكاملها , لذا فإن هذه القناة مدعوة إلى إعادة رسالتها الإعلامية إلى جادة الصواب وتتوقف عن بث الأكاذيب والتحريض رحمة بهذه الأمة أولا والطائفة الشيعية ثانيا .