في سياق حملة كشف الفساد التي يقوم بها بعض الوزراء تم اكتشاف أدوات وأوان مطبخية مستوردة من الهند تحتوي على مواد إشعاعية ( CO 60 ) بنسبة عالية ورغم التحقيقات الجارية إلا أن فضيحة جديدة في مطار رفيق الحريري ظهرت وتمثلت بـ30 طردا من الفوط الصحية التي أتت من الصين إلى أبو ظبي لتحط رحالها في لبنان وقد تم اكتشاف هذه الفضيحة في الفحص الاشعاعي الذي تجريه الجمارك اللبنانية من خلال "السكانر" على كل البضائع المستوردة وتبين بعد الفحوصات المخبرية أنها تحتوي على الثوريوم بالإضافة إلى أن هذه الفوط مصنعة من ألياف صخرية طبيعية تركيبتها شبيهة "بالأميانت" وبنسب عالية جدا أيضا

وقد أصدرت الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية تقريرا أوضحت به أن هذه البضاعة المستوردة تعود لمصلحة شركة لبنان الأخضر للتجارة، وهذه الطرود تحتوي على 3 انواع من الفوط الصحية. أما مصدر البضاعة هو شركة HEALTH GATE التي تصنّع العلامة التجارية ANION SANITARY NAPKIN

وهنا يمكننا أن نطرح العديد من التساؤلات:

أولا:الفوط الصحية عادة لا تدخل في صناعتها هذه المواد وبهكذا نسبة ، فهل ما حصل خطأ في

التصنيع أو التخزين أم كان مقصودا ؟

ومن جهة أخرى هل فعلا الجهة المستوردة كانت على جهل أم أنها كانت تخطط لإدخالها إلى لبنان من أجل إعادة تصنيعها بسبل مختلفة ؟

ولماذا تعمد الجهة المستوردة إلى جلب بضائع تدخل بصناعتها مواد باهظة لبيعها بمواد زاهدة؟

فهل هناك جهة أخرى تقف خلف إستيراد هذه الفوط لإستخدامها لأهداف غير مدنية؟

من المعروف أن هذه المواد تدخل في الصناعة والهندسة وأيضا الأسلحة وفي مجالات البحث العلمي لتطوير التقنيات في مجال العلمي وبما أن رئيس اللجنة للطاقة الذرية بلال نصولي اعتبر أن سبب ذلك قد يعود لإستخدام مواد مشعة طبيعية من دون القيام بأية معالجة طبيعية لهذه المواد، لذا فمن المفترض ان يكون الهدف من وراء هذه العملية التهريبية عبر المطار لإستعمالات أخرى غير مدنية خصوصا في ظل تهريبها مواد خام وبالتالي يستفاد منها عند إعادة تصنيعها

أما إن كانت المشكلة تكمن في طريقة التصنيع فلا بد من التوقف عند حجم المخاطر .

فبما أنه عندما يتعرض أي كائن حي إلى الإشعاعات النووية، يحدث تأينا للذرات المكونة لجزيئات الجسم البشرى مما يؤدى إلى دمار هذه الأنسجة فتهدد حياة الإنسان بالخطر . لأجل ذلك حظرت منظمة الصحة العالمية من استخدام مادة الأميانت باعتبار أن «جميع أنواع الأميانت تسبب سرطان الرئة، وورم المتوسطة، وسرطان الحنجرة والمبيض، وتليف الرئتين" وأما الثوريوم خطورته تكمن في "تدخّل الإشعاعات في النشاط الجزيئي للخلايا فتغيّر في تركيبة الحمض النووي ما يؤدي الى طفرة أو mutation أي خلق حمض نووي مشوّه. هذه الطفرة هي الخطوة الأولى باتجاه تحوّل الخلية الى خلية سرطانية في المناطق والأعضاء التي تتعرض لهذه الإشعاعات"

و الأضرار الجسدية المشتركة بين هاتين المادتين المشعتين غالباً ما تظهر على الإنسان وتتمثل بالأمراض الخطيرة مثل سرطان الجلد والدم وإصابة العيون بالمياه البيضاء ونقص القدرة على الإخصاب.

وحيث أن حملة محاربة الفساد هي مستحدثة لا بد من الشك بوجود شحنات مثلها قد دخلت إلى لبنان (ولا من شاف ولا من دري) وربما هي الآن توزع في الأسواق وتستخدمها النساء دون علمهن مما قد يتعرضن له من مخاطر

. . لذا نطلب من الدولة والجهات المعنية التحرك الفوري والسريع والكشف عن أبعاد هذه الحادثة والإنتباه لما تسببه هذه الأخطاء التصنيعية للنساء اللبنانيات السرطان بالدرجة الأولى والعقر ثانيا. فهل من محاسب لـ"HEALTH GATE" على ما أقدمت عليه ؟