أثار كلام رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بشأن الحوار، رداً على المواقف التي أطلقتها قوى «14 آذار» في الاحتفال الذي أقامته في ذكرى انطلاقتها العاشرة وبعد إنشائها مجلساً وطنياً، ردود فعل رافضة لما قاله، بما يشبه تهديداً مبطناً بوقف الحوار مع «المستقبل»، رداً على مواقف الـ«بيال»، في وقت سألت مصادر في «14 آذار» عن أسباب هذا الانزعاج من جانب «حزب الله» على إنشاء المجلس الوطني، ولماذا إطلاق مثل هذه التهديدات، في ظل الظروف الداخلية التي يمر بها البلد، حيث الحاجة إلى الحوار أكثر من أي وقت مضى؟ إلا إذا كان «حزب الله» كما تقول، يريد استغلال الموقف الذي عبرت عنه قوى «14 آذار» في ذكرى تأسيسها، للتنصل من الحوار والهروب إلى الأمام، بعدما شعر بأنه بات محرجاً وغير قادر على الإيفاء بما تعهد به.
ورأت المصادر أن هجوم النائب رعد غير مبرر ولا يعكس حرصاً من جانب «حزب الله» على إنجاح الحوار والوصول به إلى خواتيمه السعيدة، مشيرة إلى أن رعد عندما يوجه انتقادات لقوى «14 آذار» لإنشائها مجلساً وطنياً، فهل يريدنا أن نتناسى ما يقوم به حزبه في لبنان وسوريا والعراق واليمن؟ ومؤكدة في الوقت نفسه، أن تيار «المستقبل» ملتزم المضي بالحوار مع الحزب، بالرغم من انتقادات رعد الأخيرة، لأن الفريق الأزرق حريص على أن تبقى خطوط التواصل قائمة بين الطرفين وكذلك الأمر بين جميع اللبنانيين، من أجل الحفاظ على الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي، باعتبارهما أولوية لا يمكن تجاهلها، وتحديداً في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد والتي تحتاج إلى تضافر جميع الجهود لإخراج لبنان من أزمته وتفادي استمرار الواقع الراهن المفتوح على كل الاحتمالات إذا استمرت سياسة اللامبالاة التي ينتهجها فريق «8 آذار»، ضارباً بعرض الحائط مصلحة لبنان واللبنانيين لحساب مصالح الآخرين.
ولفتت المصادر عينها إلى أن انتقادات «حزب الله» لن تثني «14 آذار» عن الاستمرار في أداء دورها دفاعاً عن سيادة واستقلال لبنان في مواجهة الذين يحاولون إفراغ المؤسسات الدستورية من وظيفتها وإبقاء الشغور الرئاسي قائماً، بهدف ممارسة الضغوطات على «14 آذار» للقبول بالنائب ميشال عون رئيساً للجمهورية وإلا لن تكون هناك انتخابات رئاسية، كما أكد  ذلك نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم لمدة طويلة، وهذا أمر لا يمكن أن تقبل به «14 آذار» بأي شكل من الأشكال وستحاول الوقوف بوجهه من خلال التمسك بالخيار الديموقراطي والسعي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية وفي أسرع وقت، لأن هناك مخاطر كبيرة على البلد إذا استمر الفراغ وبقي فريق «8 آذار» على موقفه الرافض تأمين نصاب جلسة الانتخاب الرئاسي، طالما أنه لن يصار إلى انتخاب النائب عون، الأمر الذي يؤكد المؤكد وهو أن «حزب الله» والنائب عون مصران على تعطيل الاستحقاق الرئاسي وأخذ الأمور إلى مزيد من التعقيد الذي سيدخل لبنان في مرحلة بالغة الخطورة لا يمكن التكهن بنتائجها، بالتوازي مع إصرار «حزب الله» على ربط لبنان بالصراعات الإقليمية، من خلال إمعانه في التدخل في الحرب السورية التي أضرت بالبلد كثيراً واستجلبت الإرهاب وعمقت الانقسام بين اللبنانيين، بعد التراجع عن التعهدات التي التزم بها المتحاورون ضمن إطار «إعلان بعبدا» الذي وضع خارطة طريق لإنقاذ لبنان وتحييده عما يجري من حوله، ما جعل الأبواب الداخلية مشرعة أمام العمليات الإرهابية وجعل الجيش في مواجهة مع المسلحين على الحدود الشرقية، حيث تتزايد المخاوف من انفجار الأوضاع العسكرية على نطاق أوسع، قياساً على ما جرى في السابق.
 

    بقلم: عمر البردان