في إطار تركيزه المتواصل على سياسة مواجهة «قوى الضلال والتطرّف» وعلى إعلاء صوت الاعتدال، التقى الرئيس سعد الحريري أمس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أول زيارة له بعد انتخابه رئيساً، ورأى «كما مصر» أن الاعتدال هو بمواجهة «كل أنواع التطرّف وليس نوعاً واحداً.. إن كان التطرّف الإيراني أو التطرّف الذي نراه في داعش والنصرة». ونقل عن الرئيس المصري تمنياته في أن «يُنتخب رئيس للجمهورية في لبنان وهو ما تتمناه كل دولة في العالم».

وأكد الحريري بعد لقائه الرئيس السيسي الذي تطرق على مدى ساعة الى التطورات العربية والاقليمية الوقوف الى جانب مصر «في مركب واحد بمواجهة عدو للدين والقيم والحضارة العربية والإسلامية»، داعياً الى وضع «استراتيجية عربية لمواجهة كل هذه الأخطار لمصلحة العالم»، وتناول موضوع إيران قائلاً «ان لدينا ملاحظات لكن هذا لا يعني أننا ضد إيران، نحن نريد أن تكون علاقاتنا بإيران لمصلحة لبنان ولمصلحة إيران معاً، وليس لمصلحة إيران فقط».

الرئيس الحريري الذي أجرى محادثات أيضاً مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور محمد أحمد الطيب، تطرّق الى الشأن السوري حيث أكد أن مصر وكل الدول «مع مقررات جنيف1 وجنيف2 لكن المشكلة أن النظام السوري يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر»، مذكّراً بأن حلول جنيف1 وجنيف2 «تقضي بأن يخرج بشار الأسد من السلطة، فإذا كان النظام السوري يقبل بـ»جنيف1» فعليه أن يتنحى وتنتقل السلطة كما ينص مؤتمر جنيف1».

لقاء كيري ـ مطر

في الغضون أعلن رسمياً أمس عن اللقاء الذي عقد بين رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ورئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن وبين وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في باريس أول من أمس، والذي انفردت «المستقبل» بكشف النقاب عنه في عددها أمس.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه جرى خلال اللقاء استعراض للوضع المسيحي في لبنان والشرق وأهمية إيلاء موضوع الانتخابات الرئاسية الاهتمام البالغ.

وأضافت الوكالة أن كيري «أعار هذه القضية انتباهاً كاملاً ووعد بما يدفع الجميع الى انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع ما يمكن».

وفي الاطار نفسه أكد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي أنه «آن الأوان لكي يقف اللبنانيون، ولا سيما نواب الأمة والكتل السياسية أمام ضميرهم وأمام الله. وليدركوا فظاعة عدم انتخاب رئيس للدولة وما يتسبب به من شلل للمجلس النيابي».

أضاف في عظة الأحد أمس أنه آن الأوان «ليدركوا أيضاً فظاعة الفراغ الرئاسي الذي يضع الحكومة في أزمة مع نفسها، ويعطّل التعيينات ويفرغ السفارات اللبنانية من سفرائها».