صمت وهدوء. عتمة ليل ساكتة وبرده قارس. صوت خطوات الأقدام وهي تتوجه صوب مزار سيدة لبنان في حريصا وحده يخرق الصمت.

يجمع هذا المكان المقدس بين مختلف الفرقاء في البيت اللبناني. لا تغلق أبوابه أمام الزائرين انما تفتح على الدوام. في أحضانه يجد المؤمن الصوت الذي يحب ويبحث غيره عن راحة أضاعها.

ما حصل يوم السبت الفائت، في 28 شباط، في المزار يكسر الصورة النمطية المترسخة في اذهان الناس عنه. ربما، توقيت الزيارة ساهم في اظهار وجه آخر او نوع ثاني من الزوار. 

يروي ريان كرم الحادثة "عند الساعة الثانية عشرة ليلاً، توجهت وأصدقائي الى حريصا حيث قررنا زيارة المزار والصلاة. ركنت السيارة في الموقف الخارجي الأول القريب من بيت عنيا لا مقهى المزار. دخلنا وقمنا بالتأمل والصلاة لمدة نصف ساعة تقريباً".

يكمل الشاب حديثه "صادفنا خمسة شبان تقريباً بأيديهم مشروب روحي عبارة عن فودكا ممزوجة بمشروب طاقة على الأرجح"، ومع عودة ريان وأصدقائه الى السيارة، استوقفه عنصراً من عناصر الجيش المولجة حماية المزار ليقول له "لا تركن سيارتك ليلاً في هذا المكان، اذ ان مجموعات من الشباب تأتي لاحتساء الخمر هنا بشكل شبه يومي".

تنبيه العنصر الأمني لريان تجسد واقعاً بعد أن عثر الأخير على كيس فيه مكعبات ثلج وزجاجة عصير مخصصة للمزج مع الكحول الى جانب سيارته. 

نقل "ليبانون ديبايت" هذه الحادثة الى ادارة مزار سيدة لبنان في حريصا. وجاء الرد من مصدر من ادارة المزار من دون الكشف عن هويته، الذي لم يستغرب الحادثة، "هذه ليست المرة الأولى، هنالك أمور أكبر وأخطر تحصل في المزار".

وأضاف "لقد اشترينا كاميرات مراقبة فاقت قيمتها الخمسين ألف دولار في الفترة الأخيرة لمراقبة ما يحصل في المزار".

وتحدث عن ظاهرة "كسر نوافذ سيارات الزوار في الأشهر الستة الماضية" مشيراً الى أن مساحة المزار كبيرة جداً واذ اردنا توزيع عناصر الأمن عليه لتطلب الأمر ألف عنصر".

كما شدد على أهمية الانتباه الى أن ادارة المزار مسؤولة عن الساحة الداخلية للمزار فقط وهي تتشارك ملكية وادارة كل ما يحيط بها مع الدولة اللبنانية. ولمح الى أن من يركن سيارته في المواقف المحيطة للمزار لا يدخل اليه بالضرورة "منهم من يأتي من أجل التيلفريك".

اعترف بعجز ادارة المزار عن حمايته لوحدها فكان الاستعانة بالأجهزة الأمنية الرسمية التي قدمت "أكثر ما باستطاعتها لنا". وختم لافتاً الى سلسلة الاشكالات التي سيعاني منها المزار مع اقتراب موعد بداية الشهر المريمي في الأول من أيار، وتساءل "هل نمنع الناس من الدخول؟ ماذا نقول للسكارى والشابات اللواتي يرفضن ارتداء ثياب تليق بالمكان ولأصحاب السيارات الداكنة الزجاج؟".

    المصدر: ليبانون ديبايت