جاء ردّ الرئيس فؤاد السنيورة على خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، وإعتباره أن الأخير يهدد العيش المشترك من خلال تفرُّده المستمرّ في قرارات الحرب والسلم ومصادرة دور السلطات الدستورية، وذلك قبل ثلاثة ايام فقط من انعقاد الجولة الخامسة من الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله”، جاء ليطرح بقوة مصير هذا الحوار وجدواه، في ظلّ الوقائع السلبية الجديدة التي رسمها خطاب نصرالله الأخير والردود عليه من جانب خصومه.

إلا أن أوساطاً قريبة من الفريقين أكدت لصحيفة “الراي” الكويتية ان الجولة المقبلة من الحوار بينهما لا تزال في موعدها، وان هذا الحوار سيستمرّ ما دام ايّ من الفريقين لم يبدّل قراره الثابت بالمضيّ فيه، علماً ان البند الأساسي الذي يُعقد تحته الحوار هو تنفيس الاحتقان السني- الشيعي.

غير ان المداولات التي شهدتها الكواليس السياسية في اليومين الأخيرين، أشارت الى نشوء تعقيدات كبيرة ستجعل من الصعوبة بمكان على “تيار المستقبل” المضي في هذا الحوار، ما لم يثر مع الحزب على الأقل في الجولة المقبلة، خطورة التطورات التي حصلت أخيراً وتداعيات خطاب نصرالله.

وتشير أوساط سياسية واسعة الاطلاع لـ”الراي” الى ان غلياناً حقيقياً ساد الشارع البيروتي الجمعة الماضي، بفعل زخات الرصاص الغزيرة التي أُطلقت خلال إلقاء نصرالله خطابه، ما اعتُبر تحدياً مباشراً ومقصوداً للشارع المقابل، وهو الأمر الذي عكسته تصريحات الكثيرين من نواب “تيار المستقبل” ووزير العدل اللواء اشرف ريفي والسنيورة نفسه.

ولذا بدأت قيادة “تيار المستقبل” تتعرّض للضغوط المتعاظمة عبر تساؤلات وشكوك عن جدوى استمرارها في الحوار مع “حزب الله”، ما دام اول اختبار لهذا الحوار على صعيد تنفيس الاحتقان قد سقط على يد الحزب وأنصاره، سواء في الموقف السياسي لقيادة الحزب او في الشارع.

وتخشى الاوساط نفسها من ان يشكل استمرار الحوار من دون مساءلة الحزب، او إشعاره بقوة الصدمة التي أثارتها التغطية الضمنية له، للاستمرار في سياسات التفرد التي يعتمدها، مما لا قدرة لـ”تيار المستقبل” على تحمُّله بعد الان.