لم تستطع عواصف التغيير في المنطقة تعطيل مسار الحوارات في لبنان، خصوصاً بين "تيار المستقبل" و"حزب الله". هو حوار متكتم حتى اليوم لم يخرج بنتائج ملموسة، بل اقتصر على بيانات مقتضبة لا اجراءات عملية فيها، ولكن الجلسة الرابعة اخترقت جدار المواقف لتهيئ مناخ متابعة الخطة الأمنية في بيروت من اجل تنظيم عملية رفع الصور واللافتات والشعارات الحزبية والحملات الاعلانية لأهميتها في تخفيف الاحتقان المذهبي.

 

الحوار يوجد المناخ

ربما كان العمل على بيروت مدينة خالية من السلاح مهمة شبه مستحيلة حاليا، لكن "بيروت خالية من الشعارات الحزبية المستفزة" التي تشير إلى سيطرة الاحزاب المناطقية قد تكون اسهل في حال تأمن الغطاء السياسي الجامع. يتحفظ المشاركون في الحوار عن تفاصيل النقاش، وبات واضحاً اتفاق الطرفين على عدم الادلاء بتصريحات عما يدور في كواليس الحوار، كما ان الرأي العام اللبناني لم ير صورة تجمع المتحاورين، إلا أن احد المشاركين في الحوار عضو كتلة "المستقبل" النائب سمير الجسر كشف لـ"النهار" عن "مبدأ واتفاق عام في شأن هذا الموضوع، سيستكمل باجراءات تتخذها وزارة الداخلية والبلديات، باعتبار ان هذه الامور تتعلق بصلاحيات الوزارة، أما الحوار فيهتم بايجاد المناخ المواكب لها"، مشدداً على أن "الهدف الاساسي من تنظيم هذه العملية تخفيف الاحتقان المذهبي، لان هناك شعارات ولافتات كثيرة تولد حساسية بين اللبنانيين".

 

هل "المستقبل" مستعد لإزالة الشعارات؟ يجيب الجسر: "انه اجراء عملي ولا مشكلة لدينا في أي موضوع".

 

وزارة الداخلية والبلديات مستمرة في الخطة الأمنية وتعتبر أوساطها أن "عملية ازالة الشعارات واللافتات الحزبية ستكون قائمة ضمن الخطة الأمنية التي انطلقت بها الوزارة منذ مدة وستأتي في مرحلة لاحقة بعد استكمال الامور المهمة في الخطة"، وتشير إلى عدم حصول اي نقاش داخل الوزارة بعد انتهاء الجلسة الرابعة الى اليوم بخصوص هذا الموضوع لأنها تهتم باستكمال الخطة وفق الاجراءات المحددة".

 

البلدية: الغطاء السياسي كي نستكمل

بلدية بيروت تستكمل عملها مع الوزارة ومحافظ بيروت، ويؤكد رئيس البلدية بلال حمد لـ"النهار" أن "المجلس البلدي اتخذ العديد من القرارات طلب فيها الى السلطة التنفيذية التي يرأسها محافظ بيروت ازالة كل العوائق والشعارات واللافتات والملصقات في بيروت، وسنقر أي سلفة تطلب منا، كي ينفذ المحافظ الاجراءات عبر التنسيق مع قوى الامن الداخلي، وتؤمن البلدية الامور اللوجستية من رافعات وسيارات...".

 

بدأت البلدية منذ اسبوع ازالة العوائق في شوارع بيروت، ولم يعترضها أحد ويتمنى حمد ان "تتأمن التغطية السياسية كي تستكمل عملية ازالة "فانات وسيارات الاكسبرس" التي تحول بعضها مراكز حزبية ومقاهي على الارصفة، وازالة الشعارات الحزبية والأعلام والصور وكل هذه المظاهر غير الحضارية، ففي نهاية المطاف هذا الامر يحتاج إلى تغطية سياسية، وإذا تأمن فنستطيع تنظيف العاصمة خلال اسبوع، وهمنا الا يكون هناك ابن ست وابن جارية".

 

الاحتقان السياسي والمذهبي دفع أنصار الأحزاب إلى الافراط في رفع اللافتات والأعلام أكان في الشارع أو على شرفة المنزل، حتى تحولت بعض المناطق بؤرا حزبية منتمية الى جهة واحدة، ولكن يبدو أن الاجماع على قرار في لبنان سيدفع نحو تنفيذه من دون تمييز.

 

"أمل": لا شعارات حزبية لنا في بيروت

يذكّر عضو الهيئة التنفيذية والمسؤول الإعلامي في حركة "أمل" طلال حاطوم بان بلدية بيروت "مشكورة" هي التي رفعت اللافتات والشعارات في مهرجان الامام موسى الصدر في 31 آب الماضي، وذلك "بسبب لطفهم لكون الامام الصدر هامة وطنية كبيرة". ويشدد على أن "حركة أمل ستكون أول من يلتزم قرار ازالة الشعارات، علما ان لا شعارات لها في بيروت". وعند تذكيره بشعارات واعلام موجودة في مناطق عدة كزقاق البلاط وسليم سلام وغيرهما، قال: "علينا ان نميز بين امرين، الأول ان تكون هناك حملة اعلامية او اعلانية لحركة امل والاخرى ان يكون أحد انصار حركة أمل وضع علما على شرفة منزله. فنحن حركة جماهيرية، ولا شعارات لنا في بيروت".

 

في حال اتفق على ازالة كل الشعارات؟ يجيب: "عندما يكون القرار لمصلحة البلد سنكون اول الملتزمين، ونحن مستعدون لأي قرار يخرج عن الحوار الذي يرعاه الرئيس نبيه بري لاننا حرصاء على انجاح الحوار بكل تفاصيله، وعندما يسير القرار على الجميع فان "امل" اول من تبادر وسبق ان ازالت كل الشعارات سابقا".