لا يعرف غالبية أبناء المنكوبين الكثير من المعلومات عن منفذي العملية الانتحارية المزدوجة في جبل محسن طه سمير الخيال (مواليد 1996) وبلال محمد المرعيان (مواليد 1986)، وذلك على عكس شبان آخرين قاموا قبل فترة بتنفيذ عمليات انتحارية في سوريا والعراق وكانوا معروفين الى حد كبير بين أبناء المنطقة.
بصعوبة كبيرة قد تجد من يحدثك عن هذين الشابين اللذين التقيا في عملية مشتركة، لكنهما لم يكونا يوماً جنباً الى جنب في مسجد المنطقة، الذي لطالما كان يرتاده الخيال.
في حين أن المرعيان لم يشاهد يوماً بداخله ولا يعرف عنه أي التزام ديني، وحتى هناك مَن تساءل في المنطقة إن كان يصلّي أصلاً. وكلّ الذين يدورون في فلك الإسلاميين في المنطقة يؤكدون أن المرعيان لم يكن يتردّد على المسجد أو يشارك في النشاطات التي كانت تحصل وتحمل طابعاً إسلامياً.
في المعلومات البسيطة المتوفرة عنهما أنهما شابان عازبان، ولا يعملان في مهنة محددة، وهما من عائلتين فقيرتين، وتحديداً بالنسبة للمرعيان، الذي تقطن والدته وأشقاؤه في بيت من التنك في حي التنك في المنكوبين، فيما تعيش عائلة الخيال في منزل متواضع داخل أزقة المنطقة.
يروي المقربون من الخيال أنه اختفى بعد المواجهات العسكرية التي دارت بين الجيش اللبناني والمسلحين في باب التبانة، حيث كان يقاتل إلى جانبهم، وتردّد حينها انه توجّه الى القلمون السورية وسرت شائعات أنه قتل هناك، لكن لم يتم تأكيدها.
وكان الخيال يعمل مياوماً، وكان مقرباً او على معرفة بالمطلوب المنذر الحسن الذي قتل في طرابلس خلال مداهمة فرع «المعلومات» لشقته.
ويتحدّر الخيال من عائلة فقيرة، وكان والده سارع الى تسليم نفسه للأجهزة الامنية، قبل أن تصدر عائلته بيان استنكار للتفجير وتتبرأ مما اقترفه ولدها.
أما المرعيان، فقد بدا السؤال عن مسيرته أشبه بالبحث عن إبرة في كومة من القش، حيث لا توجد مذكرة توقيف بحقه ولا أية تقارير أمنية تفيد بأنه شخص خطر. بالإضافة إلى عدم تواجده كثيراً في المنطقة او حتى بروزه فيها على غرار شبان آخرين، إن كان على صعيد المشاركة في المواجهات المسلحة مع جبل محسن أو خلال التحركات الكثيرة التي كانت تحصل فيها تحت شعارات المطالبة بإطلاق سراح الموقوفين الإسلاميين.
تقيم عائلة المرعيان في بيت مؤلف من غرفتي تنك، وتفضل عدم الحديث عن الموضوع بانتظار التحقيقات.

      عمر إبراهيم