نددت تظاهرة حاشدة في صنعاء أمس بوجود المسلحين الحوثيين الذين باتوا القوة المتحكّمة بالشأنين الأمني والسياسي في اليمن. كما رددوا شعارات تطالب برحيل الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتتهمه بالتواطؤ مع جماعة الحوثيين التي كثّفت في الأيام القليلة الماضية حشد أنصارها على تخوم محافظة مأرب النفطية، استعداداً لاجتياحها.

وجدد مسلحو القبائل في مأرب رفضهم وجود الجماعة، وأكدوا في رسالة إلى الرئيس هادي التزامهم الدفاع عن مناطقهم، في وقت تواصلت هجمات تنظيم «القاعدة» ضد الحوثيين، وقُتِل اثنين منهم في صنعاء أمس.

جاء ذلك غداة قصف متبادل بين قوات الجيش اليمني ومسلحي التنظيم في مديرية المحفد التابعة لمحافظة أبين (جنوب)، حيث يحاول التنظيم استعادة معاقله التي دحره منها الجيش منتصف العام الماضي، بعد حملة عسكرية واسعة شملت مناطق أبين وشبوة.

وانطلقت التظاهرة المناهضة للحوثيين من أمام جامعة صنعاء، وردد المشاركون فيها شعارات تطالب برحيل هادي الذي اتهموه بـ «التواطؤ مع الميليشيات المسلحة، وإيصال البلاد إلى ما وصلت إليه من انفلات أمني وانهيار لكل مؤسسات الدولة لمصلحة المسلحين».

وندد المشاركون في التظاهرة التي تبنّاها ناشطون شباب من كل التيارات السياسية ضمن إطار «حركة رفض»، باستمرار سيطرة الحوثيين على صنعاء والمدن الأخرى اليمنية التي اجتاحوها بعد 21 أيلول (سبتمبر) الماضي، مجددين رفضهم دمج ميليشيا الجماعة في الجيش والأمن. كما دانوا الهجوم على كلية الشرطة الذي أوقع أكثر من مئة قتيل وجريح، مطالبين بمحاكمة المتورطين.

إلى ذلك، روى شهود لـ «الحياة» أن مسلحين على دراجة نارية أطلقا النار على اثنين من عناصر الجماعة في العاصمة، أثناء وجودهما في محطة لتعبئة الغاز المنزلي. وكشفت مصادر أمنية أن أحد القتيلين محمد مطهر الشامي هو «مندوب اللجان الثورية الحوثية في المستشفى العسكري بصنعاء».

في غضون ذلك، أكدت مصادر قبلية لـ «الحياة» أن الجماعة واصلت أمس حشد مئات من أنصارها المزوّدين أسلحة ثقيلة ومتوسطة على تخوم محافظة مأرب النفطية، حيث يرابط مسلحوها هناك منذ أسابيع استعداداً لاجتياح المحافظة. وأوضحت المصادر أن «المسافة الفاصلة بين طلائع الحشود الحوثية وبين مسلحي قبائل مأرب المرابطين في منطقتي السحيل ونخلا استعداداً لصد الحوثيين، لا تتجاوز 15 كيلومتراً، وسط ترقّب لمواجهة وشيكة».

وجدد مسلحو تلك القبائل في رسالة إلى هادي رفضهم أي وجود للحوثيين في محافظتهم، معتبرين لأن «مأرب تمر بمرحلة خطيرة بسبب تهديد الميليشيات بغزوها تحت مسمّيات كاذبة». وأكدوا أنهم خرجوا «لحماية أرضهم ومصالح اليمنيين، بأمر من الرئيس هادي، كونها (المحافظة) تحتضن مصالح حيوية من غاز ونفط وطاقة كهربائية».

وأضافوا في رسالتهم ان قبائل مأرب «ستقف بكل قوة إلى جانب القوات المسلحة، وترحّب بها لحفظ الأمن والاستقرار، وإبعاد مأرب عن النزاعات السياسية والحروب العبثية». وحذّروا من «خروج الأوضاع عن السيطرة في حال اندلاع حرب».