عاد الارهاب ليضرب لبنان من شماله وتحديدا من منطقة بعل محسن ذات الغالبية العلوية في طرابلس عبر عملية انتحارية حملت بصمات التنظيمات الارهابية المتطرفة التي سبق لها ان نفذت عمليات مماثلة في مناطق لبنانية اخرى.

 

إذن في اليوم العاشر من السنة الجديدة عاد لبنان الى هاجس الاستهدافات الارهابية من البوابة الداخلية باعتبار ان هذا الهاجس لم يغب اطلاقا من البوابة الحدودية الشرقية حيث تستمر ازمة العسكريين المخطوفين لدى تنظيمي "داعش" و"النصرة" تلقي بكل أوزارها على الهموم الرسمية والأمنية والعسكرية والسياسية والشعبية .

 

 ورسمت العملية الانتحارية في جبل محسن ظلال تداعيات خطرة على الواقع الأمني اللبناني خصوصا لجهة تزامن هذه العملية مع هجمة ارهابية شرسة على فرنسا بما يخشى معه ان تكون التنظيمات الارهابية قد أدرجت لبنان مجددا الى جانب دول اخرى في اطار توسيع اطار استهدافاتها الارهابية بعدما تمكن الجيش اللبناني من اقفال كل منافذ التسلل والتحرك بين منطقة عرسال والجرود الامر الذي دفع بهذه التنظيمات الى العودة الى عمليات التفجير في الداخل .

 

وفي تفاصيل حادثة الامس، اشارت صحيفة " الديار" الى ان انتحاريي "حي المنكوبين" زار احدهما مقهى مجذوب والثاني دخل الى مقهى ابو عمران في جبل محسن، وهذا المقهى تتردد اليه فئات شعبية مختلفة من جبل محسن والاحياء المجاورة، خصوصا انه مشهور بأرجيلة المعسل على صعيد مدينة طرابلس. وما حصل انه لحظة كان المقهيان مكتظين بالرواد، اقدم الانتحاري الاول على تفجير نفسه في مقهى مجذوب، فتحول الى اشلاء وسقط معه عدد من الشهداء والجرحى.

 

 ثم حاول الانتحاري الثاني في مقهى عمران ان يفجر نفسه، لكن عندما دوى الانفجار في مقهى مجذوب وهرع رواد المقهى لمعرفة ما حصل، أخلي المقهى بسرعة، ما اضطره الى الخروج وتفجير نفسه بين المواطنين الذين احتشدوا امام المقهى، ما ادى الى وقوع المزيد من الشهداء والجرحى. واللافت ان رأس الانتحاري الثاني بقي سليما، مما ساعد على كشف هوية الفاعلين.

 

وفي سياق متصل، أشارت مصادر أمنية لصحيفة "المستقبل"، إلى أن الاجهزة الامنية تعمل على كشف كل ملابسات وخيوط الهجوم الإرهابي على طرابلس أمس، لافتة إلى ان والد الانتحاري طه خيال يخضع للتحقيق لدى شعبة المعلومات لاستيضاح معطياته عن الجريمة.

 

بيان الجيش

الى ذلك، صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي: "إلحاقا لبيانها السابق، وبنتيجة الكشف الأولي للخبراء العسكريين المختصين على موقع الانفجار الذي حصل في منطقة جبل محسن، تبين أن العملية الإرهابية نفذها انتحاريان هما: طه سمير الخيال وبلال محمد المرعيان، وقدرت زنة الحزامين الناسفين اللذين كانا في حوزتهما بنحو 4 كلغ من مادة ال TNT.

 

وتستمر التحقيقات لكشف كافة ملابسات الحادث".