فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك .

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف مولد النبي الأكرم محمد بن عبد الله (ص) وبداية عام ميلادي جديد يتقدم اللقاء العلمائي اللبناني والمركز العربي للحوار بأسمى آيات التهاني والتبريك من العالم أجمع والإنسانية جمعاء ومن العالمين العربي والإسلامي ومن اللبنانيين بشكل خاص , آملين منهم في أجواء الرحمة وهذه الذكرى المباركة تثبيت التواصل وعدم القطيعة وأن يحذوا حذو رسول الله (ص) في سيرته القائمة على التسامح والعفو و الرحمة  .
ومن هنا نؤكد دعمنا لأي حوار لبناني لبناني وندعو الى تغذية أي عنصر وفاقي بين كل الطوائف والمذاهب لأن في ذلك مصلحة وطنية كبرى من شأنها أن تعيد إنتاج صيغتنا اللبنانية الفريدة والتي تعتبر الطوائف فيها ثروة وطنية يجب التمسك بها كما قال سماحة الامام السيد موسى الصدر  .
إن مبادرة كل من حزب الله وتيار المستقبل الحوارية تعتبر مساهمة كبيرة في تحسين الشروط السياسية في بلد أصابته رصاصات التطرف التي لا بيئة لها والتي تريد أن تغتاله لصالح حسابات سياسية ظلامية وبالتأكيد ليست وطنية ولا إسلامية .
إن حوار حزب الله و تيار المستقبل يتيح فرصة التواصل لوضع حد نهائي لمنطق القطيعة والتكفير للآخر المختلف والنيل من أي مكون لبناني وتحت أي عنوان من عناوين الاختلاف المشروعة لأن في ذلك ضمانة للإستقرار والنهوض بالبلد تقدما وازدهارا .
وعليه إذا لم يوفق الحوار (لا سمح الله )  بين كل الاطراف اللبنانية نامل أن لا يعودوا الى سياسات التخوين والتوهين لأن في ذلك تقطيع للبنان وجعله جزرا قاتمة على حساب الدولة والوطن  .
إننا ننظر بعين الرضى الى ارهاصات صحوة  تنقية العلاقات الايرانية السعودية التي بدأت تتمظهر سواء في لبنان أو غيره بحثا عن حلول لأزمة سرطان الطائفية في المنطقة ووضع حد لمضاعفات هذا المرض وصولا الى سكة السلام في كل البلدان العربية التي تشتعل فيها نيران الحروب الداخلية من العراق الشقيق الذي نأمل أن يتعافى من أزمته ومعاناته ويعود ليلعب دورا رياديا عربيا مساهما في تفعيل الدور العربي المفقود نتاج الازمات الى سوريا واليمن والبحرين وليبيا والتي نأمل أن يعاد بناؤها على أساس الحوار الذي يعكس رؤية وتطلعات شعوبها الجديرة بالحياة .