"نحن المسؤولون عن الأمر" هذا ما اعترفت به وكالة المخابرات المركزية (CIA)، في إشارتها إلى الأجسام الغامضة (UFOs) التي شوهدت في السماء خلال منتصف القرن الماضي.   إذ اعترفت أنها المسؤولة عن نصف تلك الأجسام على الأقل، بما أن طلعاتها الاستطلاعية سرّية ويمكن أن تطير على ارتفاعاتٍ عالية.   كانت مرحلة الخمسينيات والستينيات حذرة، حين نقل عددٌ من الأميركيين مشاهداتهم لأجسام غريبة واختبارهم لزياراتٍ منها. فاعتُمِدَت هذه الأحداث في السينما وأدّت إلى إنتاج أفلام ضخمة وناجحة عالمياً، مِثل فيلمَي المخرج ستيفين سبيلبيرغ Close Encounters of the Third Kind وET، وفيلم المخرج جورج لوكاس Star Wars.  

    لكن تبين اليوم أن هذه الأجسام الغريبة التي لم يتمّ التعرّف إليها، ليست أموراً خيالية فضائية، بل هي حقيقية، ويُسَيطرُ عليها الإنسان.

      تمّ الإعلان من الـCIA عبر موقع "تويتر"، إذ أوضحت "نحن مسؤولون عن الحركة الغريبة في السماء خلال الخمسينيات".  

وتضمّنت التغريدة رابطاً إلكترونياً يؤدّي بالمستخدِم إلى قراءة وثيقة مؤلّفة من 272 صفحة، سُمّيَت The CIA and the U-2 Program, 1954 – 1974، تصف مهمّات الاستطلاع على ارتفاعاتٍ تتخطى الـ 60 ألف قدم، أثارت الجدل حينها على الأرض.  

    فخلال تجربة طائرة الـ U-2 التي تحلّق على ارتفاعٍ عالٍ، حصل عارضٌ جانبي غير متوقَّع تمثّل في زيادةٍ هائلة بتقارير الأجسام الطائرة المجهولة الهوية، يذكر التقرير الصادر عام 1998.  

قالت الـ CIA إن العديد من الناس الذين أخبروا عن رؤيتهم أجسامًا غريبة في ذلك الوقت هم طيّارون، إذ شاهدوا لمحاتٍ من حينٍ إلى آخر للطائرة المحلّقة على ارتفاعٍ عالٍ، خلال تحليقهم على ارتفاعات أقل منها بكثير.  

فجناحا طائرات التجسس U-2 الفضّيان كانا يلتقطان أشعة الشمس ويعكسانها، ما يجعل المشهد مُباناً أمام الطيارين المحلّقين 40 ألف قدم من تحت، وكأنه أجسام نارية، يكشف التقرير نفسُه.   فخلال تلك الحقبة، لم يصدّق أحدٌ أن هناك تحليقًا بشريًّا فوق الـ 60 ألف قدم، ولم يتوقع أحدٌ أن يرى شيئاً يحلّق عالياً جدّاً في السماء.

  بشكلٍ عام، اعترفت وثيقة الـCIA بمسؤولية الوكالة عن أكثر من نصف مشاهدات الأجسام الغريبة، ويظلّ كثيرون محتارين حول هوية المسؤول عن النصف الثاني من المشاهدات.   وفي وثيقةٍ سابقة للوكالة، توضح أنها لم تقدر أن تشرح للناس، الذين صدّقوا رؤيتهم فعلاً لأجسام غريبة، سبباً حقيقياً لبعض مشاهداتهم.   لكن بالنسبة للاتحاد السوفياتي، لم تكن طائرة التجسس الأميركية U-2 مجهولة الهوية فعلاً. ففي الأول من أيار 1960، أُسقِطَت الـ U-2 التي يقودها الطيار جاري باورز في منطقة جبال الأورال في غرب روسيا، بصواريخ أرض - جو.  

    كان الحدث حسّاساً جدّاً وشكّل إحراجاً كبيراً للرئيس الأميركي حينها دوايت أيزنهاور الذي أُجبِرَ على الاعتراف أن الولايات المتحدة الأميركية تقوم بنشاطات تجسّسية سرّية.  

هبط حينها باورز بالمظلّة آمناً، وأُدين بالتجسّس ضد الاتحاد السوفياتي، لكنه أُطلِقَ في عملية تبادل أسرى مع مسؤولين أميركيين في شباط 1962.  

حطام طائرة الـ U-2 وأغراضٌ من حزمة باورز للبقاء على قيد الحياة معروضة في متحف القوات العسكرية المركزية في العاصمة الروسية موسكو.