يعتبر مسؤولون دوليون أنّ الوضع في لبنان خطير للغاية أولاً بسبب عدم الإستقرار السياسي، وثانيًا بسبب العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية منذ أكثر من سبعة أشهر، وأن ممارسة الحكومة الحالية لصلاحياته هو "تزوير للديمقراطية وتعويد الناس على أنها البديل عن الرئيس، وهي بدعة لم تعرفها الدول التي يترأسها رؤساء جمهورية بعدما طالت مدة الشغور، ولا شيء في الأفق يؤشر الى أن أي موعد لانتخاب رئيس للبلاد قد تحدد"، وفق مسؤول أميركي طلب عدم ذكر إسمه.

 

ومما يجعل هذا المسؤول يبدي تشاؤمه أكثر فأكثر حيال هذا الوضع هو "انعدام المسؤولية لدى بعض القادة السياسيين، ولا سيما منهم الموارنة الذين  تحولت المنافسة بينهم على الكرسي الرئاسي الى ارتكاب خرق للدستور وتشويه ما تعنيه تلك المنافسة". وحمّل رئيس مجلس النواب نبيه بيري جانبًا من مسؤولية هذا الفراغ لأنّه "متمسك بنظام انتخابي جامد بوسعه أن يحوله الى مرن أكثر لجهة تأمين النصاب، وهذا مل لم يفعله حتى الآن، وأن اكتفاءه بتوجيه دعوات لانعقاد جلسة لانتخاب رئيس باتت مهزلة تتمدد كل ثلاثة أسابيع ليقول للبنانيين إنه يقوم بواجباته، لكن هذا لا ينطلي لا على الداخل ولا على الخارج. وعليه الإقلاع عن هذا النمط، لأن ذلك لا يعفيه من مسؤوليته في المساهمة بتحمل استمرار الفراغ الرئاسي، وأنّ السماح لنواب كتلته بحضور جلسات يعرف سلفا".

 

وحذر هذا المسؤول الأميركي من استمرار عدم تحمل مسؤولية بعض الفاعليات السياسية لإنجاز هذا  الاستحقاق في ظل وضع أمني "قابل للاشتعال في أي وقت  وعلى الأخص أنّ العدو هو تنظيمان إرهابيان يحتلان جرود عرسال، وقد هاجما الجيش في الثاني من آب، وأن آثار تلك المعركة لا تزال قائمة من خلال احتجاز 25 عسكريا من جيش وقوى أمن داخلي وقتل أربعة، اثنين منهما ذبحا بالسكين واخرين رميا بالرصاص".

 

وأفاد أنّ التقارير المتوافرة لديه تقول بأن الإرهابيين يخططون لشن هجمات على مواقع للجيش أو على دوريات منفردة تابعة له في عرسال والطرق المؤدية الى جرود عرسال. ويدرك الإرهابيون أنّ عرسال 2 واقعة، لذا يحاولون استباق أي مواجهة عسكرية بقتل أكبر عدد من الضحايا ظنا منهم بأن ذلك سيؤثر في معنويات افراد الجيش لثنيهم عن القتال.

 

وأكد أن الجيش يحتاج الى غطاء جوي في أي معركة سيخوضها مع الإرهابيين لاقتلاعهم من جرود البلدة والسيطرة على مواقعهم العسكرية. ولم يشأ الإجابة عن سؤال ما إذا كان "التحالف الدولي" سيساند هجوم الجيش جويًا، كما يفعل في كل من العراق وسوريا، خاصة أنّ لبنان شارك حتى الآن في الإجتماع التأسيسي الأول لـ "التحالف" في جدة ثم في كل من باريس ونيويورك.

 

وتوقع استمرار التعديات من قبل الإرهابيين على الجيش في مواقعه طيلة فصل الشتاء الى أن يأتي فصل الربيع، حيث سيكون المناخ أكثر ملاءمة ليخوض الجيش معركته بعد أن تكون قضية العسكريين قد انتهت وعاد هؤلاء الى ثكناتهم وأهلهم بسلام.

 

وأعرب عن أمله في أن يكون العام الجديد 2015 عام انتخاب رئيس للجمهورية وتحرير البلاد من الإرهاب باستعادة جرود عرسال الى سيادة الدولة.

 

("لبنان 24")