لفتت صحيفة "السفير" الى أن "هناك معطيات جديدة تتعلق بظروف توقيف العراقية سجى حميد ابراهيم الدليمي والتحقيقات المستمرة معها". واشارت الى أن "تبين أنه بعد أيام قليلة من "غزوة عرسال" (اثر توقيف عماد جمعة) في الثاني من آب الماضي، تلقت طليقة "ابو بكر البغدادي" أمرًا بمغادرة مخيم إقامتها في عرسال والانتقال الى "مكان آمن" في الشمال اللبناني. بعد فترة زمنية، أوقف الجيش اللبناني شخصًا بتهمة ارتباطه بمجموعات إرهابية، اعترف أثناء التحقيق معه بوجود امرأة في الشمال (تتنقل بين الضنية ومخيم نهر البارد وطرابلس والبقاع وصيدا ومخيم عين الحلوة) مهمتها تمويل خلايا إرهابية نائمة في أكثر من منطقة لبنانية".  

واوضحت أن "بعد عملية رصد دقيقة جدًا، تمكنت مخابرات الجيش من تحديد موقعها، فوضعت قيد المراقبة على مدى ثلاثة اشهر متواصلة، الى أن اتُّخذ القرار بإلقاء القبض عليها، عبر كمين محكم يوم الاربعاء في 19 تشرين الثاني الماضي عند حاجز المدفون وهي في طريقها من الشمال نحو العاصمة، من دون أن تعرف وجهتها اللاحقة".  

وأكدت أن "تم اقتياد الموقوفة (كانت تحمل هوية سورية مزورة بإسم ملك عبدالله) ومعها سائقها الفلسطيني كمال محمد خلف، وطفلتها "هاجر" (يتردد أنها ابنة البغدادي) والطفلان العراقيان عمر فلح إسماعيل الجاسم وأسامة فلح إسماعيل الجاسم. استند المحققون في تحقيقاتهم الى معطيات استخباراتية والى وقائع صفقة راهبات معلولا، وقد أبلغتهم الدليمي أنها كانت متزوجة سابقًا من شخص عراقي، وعندما سألها المحققون عن أطفالها، أشارت الى أن "هاجر" هي ابنتها من زوجها العراقي الثاني ويدعى "السامرائي" (البغدادي). أما الطفلان فهما من زوجها العراقي الثالث فلح الجاسم، ولما سئلت عن السائق الفلسطيني، أجابت في البداية أنه شقيقها"".

  واكدت أن "سعى المحققون الى إماطة اللثام عن كامل هوية "السامرائي"، خصوصًا أن الفرضيات ذهبت فورًا في اتجاه أمير "داعش" ابو بكر البغدادي، إلا أنها قالت إنها لا تعرف البغدادي، وان "السامرائي" هو أستاذ مدرسة من سامراء العراق وقد زوّجه إياها والدها. سعى المحققون الى معرفة اسم والد جنينها الحالي، بعدما أبلغتهم أنها حامل في الشهور الأولى، وعندما مانعت، تم سؤال أطفالها، فوجدوا صعوبة مع "هاجر" إلا أن أحد الطفلين، وردا على سؤال المحققين له "أين خالك" (شقيق أمك)، أجاب "لقد استشهد". ثم سئل: "أين استشهد"؟

فقال "كان يجاهد".. وسئل "من قتله"؟

فرد: "الشيعة"، ولماذا قتلوه؟

أجاب: "لأنه مسلم".   وبعد إعادة التحقيق أكثر من مرة مع الدليمي، أقرت بأن سائقها ليس شقيقها بل زوجها الثالث وهي حامل منه".