تحدث القرار الظني الذي أصدره قاضي التحقيق الاول في بيروت غسان عويدات في قضية مقتل الطفلة سيرين راكان عن ظروف الحادث وتفاصيل ما ذكرته العاملة الاثيوبية الموقوفة من انه أغمي عليها لتجد نفسها فوق الطفلة كاتمة انفاسها بيدها اليسرى"، الامر الذي شكك فيه القرار معتبراً انه "يستدل من تبرير المدعى عليها انها أمعنت في ازهاق روح الطفلة".  

المعاينة في المستشفى وذكرت الوقائع: تبيّن أنه في تاريخ 2/ 10/ 2014 أُدخلت الطفلة سيلين ركان المولودة عام 2010 مستشفى الزهراء، فعاينتها طبيبة الاطفال ماريانا الحاج ولم تجد نبضاً لها ووجدتها باردة لا تتجاوب عينها والضوء، كما وجدت ازرقاقاً مركزياً حول شفتيها سببه الطبي نقص حاد في الاوكسيجين فحاولت انعاشها لمدة 45 دقيقة من دون جدوى مؤكدة أن الطفلة وصلت ميتة الى المستشفى.  

تشوه خلقي وأنه تم تكليف مكتب الحوادث والطبيب الشرعي أحمد المقداد للكشف على الجثة فتم اخذ عيّنة من دماء الطفلة تبيّن فيما بعد بتاريخ 20/ 10/ 2014 بنتيجة تحليل العيّنة انها حوت على مادتي الكافييين والباراسيتامول وخلص الطبيب الشرعي الى القول انه يرجح ان سبب وفاة الطفلة هو تشوه خلقي أدى الى توقف عمل القلب، وذلك بعدما رفض الاهل تشريح الجثة، مشيراً الى أنه "لم يتبين له آثار عنف على كامل انحاء الجسد ولا آثار خارجية تدل على سبب الوفاة وتم نتيجة ذلك تسليم الجثة الى ذويها".  

دس السم وفي تاريخ 8/ 10/ 2014 اجرت غرفة العمليات اتصالاً بفصيلة المصيطبة لتعلمها عن حصول شجار داخل منزل المدعي ياسر ركان حيث تحاول خادمته المدعى عليها BIZUAYEHU NEGA BELAY الانتحار بعدما اتهمها بقتل طفلته وبأن المدعي ينوي الذهاب مع عائلته الى المستشفى لاجراء الفحوصات ظناً منه ان المدعى عليها دست السم له ولعائلته.

  وبالتحقيق مع المدعي ياسر رياض ركان، افاد بأنه ظن في البدء ان طفلته توفيت نتيجة تلقيها لقاحاً قبل وفاتها بيوم، ثم أيقن بأن خادمته قتلت طفلته بعدما شاهد التسجيلات التي التقطتها الكاميرات الموجودة في منزله والتي تظهر فيها الخادمة تقطع الكهرباء عن المنزل بتاريخ 2/ 10/ 2014 للمرة الاولى منذ الساعة 11:57:52 لغاية الساعة 12:27:51 والمرة الثانية من الساعة 12:55:11 لغاية الساعة 13:00.

  سرقة وتمثيل جريمة خلال التحقيق مع المدعى عليها BIZUAYEHU NEGA BELAY افادت بأنها قطعت الكهرباء عن المنزل في المرة الاولى لتخبئ سيراً عائداً لمعلمتها سرقته منها وفي المرة الثانية لتحاول الانتحار وانها قتلت الطفلة ركان عن غير قصد اذ فقدت وعيها، ووجدت نفسها فوقها كاتمة انفاسها وان ما حصل معها هو انها بعدما قطعت الكهرباء في المرة الاولى نادتها الطفلة ركان من غرفة نومها وغطت رأسها وهي تبغي اللعب معها ورافقتها الى غرفتها حيث طلبت منها ركان ان تصعدها الى الطبقة العليا للسرير المؤلف من طبقتين فرفضت المدعى عليها في بادئ الامر وعندما اجهشت ركان بالبكاء وبدأت بالصراخ انصاعت لأمرها وانزلت الحقائب الخمسة الموجودة على الطبقة العليا واصعدت الطفلة حيث عثرت على ورقة نقدية من فئة الخمسين الف ليرة سبق للمدعى عليها وسرقتها من جيب سروال شقيق المغدورة فأخذتها المدعى عليها من يدها وخبأتها خلف صورة ملصقة على الحائط وأنزلت الطفلة التي اخذت تبحث عن المال وتبعثر في اغراض الخادمة لتجد في درج طاولتها دفتر تلفونات مسكته في يدها وارادت التلوين عليه فمنعتها المدعى عليها وقامت بـ"تدليلها" حسب قولها فأعطتها سيلين الدفتر ووقعت منه صورة والدة المدعى عليها على مرآة جيب كانت تنظر اليها سيلين وأعلمتها المدعى عليها انه لا يعودلها ان تشاهد تلك الصورة محاولة منعها من أخذها.  

وفيما كانتا تتسارعان للامساك بالصورة، كانت سيلين نائمة على ظهرها تمد يدها اليمنى لأخذ الصورة التي كانت على يسارها عندها فقدت المدعى عليها وعيها لتعود وتجد نفسها فوق الطفلة كاتمة أنفاسها بيدها اليسرى في وضعية تظهر في صورة تمثيلها للجريمة وأن أول ردة فعل لها كان في حمل الطفلة ووضعها على الكرسي ثم في حضنها محاولة تشريبها الماء ومن ثم القول لصورة أمها قبل إتلافها "دايما بصير معي هيك بسببك".   ا

غتصاب واضافت المدعى عليها انها في صغرها تعرضت للاغتصاب من قبل صديق شقيقها ووقعت صورة والدتها عن الحائط وقام مغتصبها بحبس والدتها في غرفة أضرم النار فيها وتوفيت امها في المستشفى متأثرة بحروقها، ومنذ ذلك الوقت كلما رأت صورة امها تصاب بعارض نفسي وجسدي فترتعش وتصاب بألم في رأسها وتقع غائبة عن الوعي وانها اصيبت بهذه العوارض حوالي الثلاثين مرة في بلادها وأكثر من اربع مرات في لبنان امام المدعي وزوجته وانه قبل يوم واحد من حصول الجريمة وقعت في الارض إذ كانت تشعر بالتعب.

لا عوارض عصبية وفي القرار الظني، انه لدى استيضاح المدعي وزوجته المتواجدين في الخارج من قبل وكيليهما الاستاذ بيار واكد وبناء لطلبنا أكدا أن المدعى عليها عملت لديهما لأكثر من ثلاث سنوات ولم تعاني يوماً من أي عوارض عصبية أو أي اضطراب نفسي على الإطلاق كما انها لم تصب يوماً بأي حالة إغماء وكانت تتمتع بصحة جيّدة وبذكاء حاد.

  التسجيلات وبالعودة الى التسجيلات، لم يظهر ان المدعى عليها عانت من أي شيء في الأيام التي سبقت الجريمة وانه يوم وقوع الجريمة صباحاً وفيما كانت تتناول الفطور ناولتها مستخدمتها حبة Pariet وتناولت هي حبة أيضاً. وأكدت المدعى عليها انه لم يدخل المنزل أي شخص من الخارج يوم وقوع الجريمة وبقيت هي والطفلة لوحدهما داخل المنزل، الأمر الذي تأكدنا منه بعد العودة الى تسجيلات الكاميرا التي تغطي مدخل الشقة.وأوضحت المدعى عليها ان مستخدميها كانا ينويان السفر مع العائلة وطلبت منهما السماح لها بالعودة الى بلادها فرفضا بحجة انهما سيعودان بعد ستة اشهر وطلبت منها مستخدمتها ان تعمل لدى شقيقتها.  

وفي القرار الظني أيضاً، انه في تاريخ 17/ 10/ 2014 ، تم الكشف على المدعى عليها Bizuayehu Nega Belay بناءً لتكليف حضرة النائب العام وبناء لطلب وكيلتها الأستاذة حسنا عبد الرضا فوضع الطبيب الشرعي سامي قواس تقريره وخلص فيه الى القول انه لم يتبيّن له وجود أي علامات عنفية في جسدها كما انه لا يوجد أي علامات مرضية من الناحية النفسية وهي بكامل قواها العقلية والاهلية.   تحقيق مع شاهد وخلال التحقيق مع الشاهد نجيب ضاهر وهو مهندس الاتصالات الذي كشف مع المدعي على التسجيلات، كرر الافادة التي أدلى بها امام التحقيق الاولي واوضح بأنه زوّد قوى الامن بكل ما استخرجه من الـDVR ، كما سلمه الى رجال الامن وأكد انه لم يجر أي اخراج أو أي مونتاج وانما استخرج مقاطع من الافلام المسجلة والتي لا تزال موجودة على الـDVR الذي يتغذى كهربائياً من الـUPS فيما تتغذى الكاميرات من الكهرباء الرئيسية وأن الـDVR يعمل على الحركة التي تجري امام الكاميرا فيسجل الحركة ويخزن آخر صورة قبل انقطاع الكهرباء وأول صورة بعد عودتها.  

وأضاف ان المدعى عليها كانت عادية في تصرفها وردة فعلها طبيعية وتتسم ببرودة فائقة وان المدعي واجهها بما شاهد واتصل بقوى الامن الذين حضروا الى المنزل وواجهوا المدعى عليها بما شاهدوه فأقرّت بقتل الطفلة.   التحقيق مع الطبيب وخلال التحقيق مع الشاهد طبيب الاطفال منذر ابرهيم الزين، أفاد بأن زوجة المدعي هي قريبته ويداوي أولادها الثلاثة منذ طفولتهم ويلقحهم، وبتاريخ 1/ 10/ 2014 قام بتلقيح الطفلة ركان لقاحاً تذكيرياً بما يعرف باللقاح الرباعي أي الشاهوق والخانوق والكزاز والصفيرة بالاضافة الى لقاح الشلل. وبعدما اجرى لها فحصاً سريرياً، وجدها بصحة ممتازة وانه حوالي العاشرة ليلاً اتصلت به والدة المرحومة وأخبرته ان حرارة طفلتها هي 38,3 فقال لها بان الحرارة يمكن ان تصل الى درجة 38,7 بعد اللقاح وهو أمر طبيعي وطلب منها ان تعطي ابنتها "البانادول".  

وأضاف الطبيب انه "كان يستحصل على اللقاحات من الشركات الخاصة التي تقوم بالتوزيع، واللقاح الأخير استحصل عليه من مستوصف القدس اي من مؤسسة الشهيد التي تتزود به من الدائرة الصحية في بعبدا وسبب ذلك ان والدة المرحومة اخبرته انها تنوي السفر مع عائلتها وتريد انهاء لقاحات اولادها قبل السفر".  

وتابع انه عادة بعد اللقاح يترك الطفل في العيادة ربع ساعة وفي حال لم يظهر اي عارض بما يسمى بردة فعل حساسية قاتلة والتي ان تحصل لا تحصل الا في غضون حوالي العشر دقائق من اللقاح، يسمح بالعودة الى المنزل ولم يظهر على المرحومة اي رد فعل مماثل.  

وخضع الطبيب للتحقيق في نقابة الاطباء ووضع محضر اجتماع لجنة التحقيق المهنية في 9 /10 /2014 وبعد التداول تبيّن ان ظروف وفاة الطفلة لا علاقة لها علمياً باللقاح كما ان لجنة التقصي والتفتيش التابعة لوزارة الصحة العامة صادرت جميع اللقاحات التي كانت في عيادته او أعيدت له بعد حوالي الاسبوع على انها سليمة.

  وخلال التحقيق مع الشاهد رئيس دائرة التفتيش الصيدلي بالتكليف نجيب رامز بو عرم افاد انه بتاريخ 9/10/2014 قام مع رئيس دائرة الرعاية الصحية الاولية رندة حمادة بالكشف على عيادة الطبيب منذر الزين ومصادرة اللقاحات كافة وبتاريخ 10 /10 /2014 اعيدت له كونها صحيحة.