اقترب أهالي المخطوفين العسكريين، أمس، أكثر فأكثر من السرايا الحكومية، ووصل الامر لكي يحرقوا إطارات السيارات "على درج السرايا"، على حد تعبير شقيق الجندي المخطوف، ابراهيم مغيط، نظام، لـ"السفير".   بعد فترة من الهدوء، أعطى خلالها أهالي المخطوفين الفرصة لعملية تفاوض شاقة لاطلاق ابنائهم، قيل ان وسيطا قطريا تولاها، تناولت اثناءها عددا من العروضات التي قدمها الخاطفون، عاد الاهالي الى التحرك، لكن هذه المرة بوتيرة مدروسة، حسب هؤلاء، شكل حرق الاطارات "على درج السرايا" خطوة صغيرة منها.   يشعر الاهالي بغضب شديد من التجاهل الرسمي لقضيتهم "التي لا يمكن ان تترك، وملفها بالغ الاهمية لا يمكن تأخيره"، كما يؤكد مغيط الذي التقى شقيقه، ابراهيم، قبل أيام، في جرود عرسال، ووجده في وضع صعب. ويقول على هذا الصعيد "نحن نعاني من وضع نفسي مأساوي ناتج عن الوضع الكارثي لابنائنا والتباطؤ الذي تتسم به حركة الحكومة". ويلفت النظر الى ان حركة امس من قبل اهالي المخطوفين تعد حركة تصعيدية صغيرة بمثابة انذار للحكومة. ويقول، ردا على سؤال، ان لا صحة للاشاعات حول تأذي بعض المخطوفين، او تلقي البعض منهم تهديدات بالقتل، مشيرا الى ان ثمة الكثير من الاشاعات لا يجب على الاهالي تصديقها.   لكن الى اين تسير الامور؟ يقول مغيط ان اهالي المخطوفين سيعقدون اجتماعا اليوم لتدارس الامور، وعُلم ان ثمة توجها الى المزيد من التصعيد ومن الممكن اللجوء الى قطع طريق الصيفي عبر اقامة الخيم فيها في حال استمر التجاهل لهم.. وصولا الى ما يسميه مغيط بـ"التصعيد المفتوح".   وهنا، يبرز اكثر من سؤال: هل ستسمح الحكومة للاهالي بهذا النوع من التصعيد كقطع شريان حيوي مثل طريق الصيفي عبر المبيت فيه؟ ألا تتوقع تصعيدا كهذا في ظل تساهلها حتى الآن مع قطع الطرقات من قبل الاهالي بدءا من الطريق الدولية في ضهر البيدر مرورا برياض الصلح.. وربما وصولا الى الصيفي؟ هذا مع العلم ان ثمة اختلافات في وجهات النظر بين الاهالي حول اساليب التصعيد وتوقيتها، لكن الامر يزداد تعقيدا بسبب غموض القضية والتكتم على المفاوضات التي تجريها الحكومة، ما يعطي ذريعة للمتشددين منهم لتمرير قراراتهم.   إلى ذلك، أعلن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بعد لقائه الرئيس تمام سلام في السرايا، أن "العمل على ملف العسكريين المحتجزين مستمر"، نافيا "أن يكون الوسيط القطري انسحب من المفاوضات".   (عمار نعمة