سلم الجندي الفار عمر خالد شميطة نفسه الى مخابرات الجيش في ثكنة القبة بطرابلس، وبوشرت التحقيقات معه حول الأسباب التي دفعته الى الفرار وتسجيل الشريط الذي أعلن فيه انشقاقه عن الجيش وانضمامه الى «النصرة». وشميطة من مواليد التبانة، وسكان محلة الزاهرية، وكان أعلن انشقاقه عن الجيش الشهر الماضي، ما شكل صدمة لوالده الذي يملك محلا لبيع الفلافل، وكان يحرص دائما على أن يلتزم ابنه بقوانين المؤسسة العسكرية، خصوصا أنه شقيق لعسكري استشهد في مواجهات مخيم نهر البارد ضد تنظيم «فتح الاسلام» في العام 2007 وجرى تكريم عائلته بادخاله مكان شقيقه الشهيد في الجيش.   كما شكل انشقاقه صدمة لأبناء منطقته الذين فوجئوا بانضمامه الى تنظيم «النصرة»، وهو الذي كان يعيش حياة لا تمت الى التدين بصلة.   وتشير المعلومات أن شميطة كان عنصرا غير منضبط في الجيش، وقد فر من خدمته العسكرية مرات عدة، وفي كل مرة كان والده يعيده الى الخدمة ويطلب العفو عنه. وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«السفير» أن شميطة أبلغ المحققين أنه ضاق ذرعا بالخدمة العسكرية وقوانينها القاسية كونه شابا يريد أن يعيش على هواه، خصوصا أنه دخل الى الجيش بناء على رغبة عائلته بعد استشهاد شقيقه في مخيم البارد، وليس بناء على رغبته الشخصية.   وبحسب هذه المصادر فقد أبلغ شميطة المحققين أنه كان يتردد بين الحين والآخر على السوق في التبانة حيث يوجد مصلى عبد الله بن مسعود، وكان يلتقي بالمجموعات المسلحة التابعة لأسامة منصور وشادي المولوي، وقد أغراه كيف أن عناصر المجموعات يبسطون سيطرتهم على شوارع وأماكن معينة ويفعلون ما يحلو لهم متسلحين برشاشاتهم الحربية لا سيما خلال فترات الليل.   كما أبلغ شميطة المحققين، أنه عندما أبلغ مسؤولي هذه المجموعات أنه عنصر في الجيش اللبناني، بدأوا يحرضونه على المؤسسة العسكرية وعلى تصرفاتها المنحازة الى فئة ضد أخرى، وطلبوا منه الانضمام إليهم، واعدين إياه بأن يكون له شأن كبير عندما يسيطرون على مدينة طرابلس مستقبلا وتتحول الى امارة! واعترف شميطة أيضا أن هؤلاء نجحوا في اللعب على وتر عدم رغبته البقاء في الجيش اللبناني، وفي الاستفادة من ذلك في ضرب المؤسسة العسكرية من خلال إعلان انشقاق أحد عناصرها في منطقة التبانة، أولا بهدف زيادة عدد المنشقين، وثانيا لفتح الباب أمام العسكريين من التبانة وإظهار المنطقة بأنها ضد الجيش وعصية عليه.   واعترف شميطة أنه قام بتسجيل الشريط الذي أعلن فيه انشقاقه في أحد المنازل في التبانة، تحت التهديد، كونه تعرف الى هذه المجموعات وعرف بعضا من أسرارها وقد قام أحد الأشخاص بكتابة البيان الذي تلاه.   كما اعترف أنه بعد انتشار الشريط على وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، شعر بفداحة الخطأ الذي ارتكبه لكنه وجد نفسه مضطرا الى أن يحتمي بهذه المجموعات مما قد يتعرض له في حال وقوعه في قبضة المخابرات، خصوصا أنه لم يغادر التبانة وبقي مختبئا في أحد المراكز التي كانت تستخدمها المجموعات.   ومع اندلاع المواجهات فجر 26 تشرين الأول الماضي شارك شميطة مع المسلحين في إطلاق النار باتجاه الجيش، لكنه كان يعلم مسبقا أن المعركة خاسرة وأن أحدا لن يستطيع الصمود أمام نيران الجيش، وخلال الهدنة الانسانية ترك محيط مسجد عبد الله بن مسعود، واختبأ في إحدى الشقق، وبدأ التواصل مع عائلته ومع بعض الوجهاء في التبانة لتسليم نفسه عله يجد في ذلك أسبابا تخفيفية بعدما غررت به المجموعات المسلحة.   وتشير اعترافات شميط وقبلها مداهمة الجيش لشقة عاصون في الضنية ومقتل الجندي الفار عبد القادر أكومي، أن العسكريين الفارين لم يتمكنوا من الوصول الى القلمون السورية للالتحاق بجبهة النصرة، وأن الفيديوهات التي قاموا بتسجيلها كانت ضمن مناطقهم وبتسهيل من مجموعات مسلحة أقنعتهم بالانشقاق عن الجيش.   وعلم أن مخابرات الجيش القت القبض على نائب الموقوف أحمد سليم ميقاتي، وهو من منطقة الشمال، وتكتمت المصادر الأمنية حول ظروف توقيفه والتحقيقات معه، واكتفت بالاشارة الى دوره في تحضير مجموعات ارهابية كان سيكون لها دور في مدينة طرابلس.   وكان الجيش تابع مداهماته في طرابلس حيث أوقف المدعو أ . م عند طلعة العمري وهو من مسؤولي محاور جبل محسن، كما أوقف م . ك أحد عناصر المجموعات المسلحة في التبانة.