تزامن وقف المواجهات بين الجيش وعناصر من التنظيمات الارهابية، مع توجه رئيس الحكومة تمام سلام امس، الى برلين، لترؤس المؤتمر الدولي حول اللاجئين السوريين في لبنان، بناء على طلبه في أيار الماضي من وزير خارجية ألمانيا فرنك فالتر شتاينماير.

 

وأفاد مصدر ديبلوماسي فرنسي "النهار" أن وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس يغتنم فرصة وجوده في برلين اليوم ليستفسر من سلام عن المواجهات العنيفة التي خاضها الجيش، وكان يتلقى تقارير من السفارة عن حجمها وعن احتراف الجيش في التعامل مع مسلحي التنظيمات في بقع سكنية اصابها الكثير من الأضرار البشرية بسقوط شهداء من الجيش ومدنيين ابرياء وتدمير منازل بكاملها. كما أن الموضوع عينه أثارته المستشارة الألمانية انغيلا ميركل مع سلام امس خلال استقباله له.

 

ورأى قيادي حزبي بارز أن سيطرة الجيش على احياء خطرة كان يهيمن عليها المسلحون، ستشيع جواً من الطمأنينة على الوفود المشاركة في المؤتمر، وقد ولدّت عاملاً مساعداً لتجديد سلام مطالبته لفابيوس بانهاء تعثر هبة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز للجيش، بعدما خصص ثلاثة مليارات دولار هبة.

 

ولفتت مصادر ديبلوماسية في بيروت الى أن سفراء أجانب وعرباً أيدوا اقتراح مسؤولين من طرابلس، نواباً ورجال دين ورؤساء أحزاب، معالجة ظاهرة الإرهاب ليس فقط بالقوة العسكرية، لأن ذلك يمكن أن يؤسس حالة جديدة من الرفض المسلح، ومن وسائل العلاج استحداث مشاريع انمائية تفسح في المجال أمام عمل الشباب ودفعهم الى الانتاج، بدلاً من المبالغة في أعمال العنف سعياً للوصول الى المبتغى وتحقيق الأهداف.

 

ودعت الى الاتعاظ بما جرى في طرابلس وبعض القرى الشمالية من مواجهات عنيفة بين الجيش وتنظيمات ارهابية انتهت أمس بسيطرة الجيش على مراكز كان يتمترس فيها أنصار شادي مولوي وأسامة منصور. وعلم أن عدداً من سفراء الدول الكبرى المعتمدين لدى لبنان أبلغوا بعض المسؤولين الذين التقوهم أمس أنهم سيطلبون من دولهم تقديم مساعدات لإعادة إعمار ما تهدم في أحياء من طرابلس وفي أماكن أخرى، من جراء المعارك التي استمرت ثلاثة أيام متتالية في منطقة باب التبانة وسواها من أحياء عاصمة الشمال، لتتوسع الى المنية وبحنين.

 

وأشارت الى ضرورة التروي قبل إقرار أي مشروع بديل، في انتظار الانتهاء من المسح الميداني للأضرار حيث وقعت الاشتباكات وتحديد كلفة الخسائر والمنازل المتضررة للعائلات، ثم في ضوء ذلك يتقرر انشاء مشاريع يمكن أن تساعد المواطن على العمل وفق مؤهلاته وعلى إطلاق محاولات لإبراز تلك المشاريع وتأثيرها.

 

وحذّرت من أي تراخ أمني، داعية الى التبليغ عن أي ثغرات حصلت أو يمكن أن تحصل في أحياء طرابلس المنكوبة، ودعم القوى الأمنية من أجل المضي في نشر الأمن والسلم الأهلي.