كتبت صحيفة "السفير" انه "ربطت "أم جمال" منبّه ساعتها عند تمام الرابعة فجرا. أيقظت ابنها بقبلة وبكلمات الصباح. أخذ حمامه ولم يفوّت قهوة الصباح مع الأم التي كانت تستقبله وتودعه وتنتظره بالصلوات والأدعية لهول ما كان يتراءى لها من صور.

لطالما طلبت الوالدة من ابنها أن يرتدي لباساً مدنياً ويستقل حافلة مدنية في طريقه من القبيات الى وزارة الدفاع في اليرزة، لكن جمال كان يجيبها بعناد "إذا كتب لي أن أستشهد، فليكن ببزتي العسكرية".

استقل جمال الحافلة العسكرية ووضع رأسه على أحد مقاعدها لعله يكسب ساعة نوم أو أكثر من القبيات الى بيروت، لكن رصاص الظلاميين أنهى حياته بطلقة واحدة أصابت رأسه في الحافلة التي كانت تقله على طريق عام القبيات ـ البيرة.

وكالعادة، قطعت طرق وأحرقت إطارات وأقفلت محال ومؤسسات، وشغّل السياسيون كتبة بيانات الاستنكار، لكن الحقيقة المفجعة أن كل ذلك لن يعيد جمال الى أمه ووالده وإخوته وجدته وبلدته وكل أحبته. لعنت الجدة كل السياسيين "هم يلعبون بمصير الناس، أبناؤنا ليسوا رخيصين ولن نقبل بقتلهم غدراً".