رأى مصدر سياسي متابع لـ"السياسة", إن التحذير الذي أطلقه قائد الجيش العماد جان قهوجي من وجود مخطط لدى تنظيمي "داعش" و"النصرة", للتمدد انطلاقاً من القلمون السورية إلى البقاع اللبناني وصولاً إلى الشمال, بحثاً عن منفذ بحري, يعبر عن مخاوف حقيقية تراود الكثير من اللبنانيين, خصوصاً بعد ما شاهدوا أحداث العراق وسوريا. لكن هذا التحذير جرى تصويره, على أنه إدانة للناس في بعض المناطق, سيما عرسال في البقاع, وطرابلس وعكار في الشمال, من جمهور “14 آذار”, واعتبار أنها تشكل بيئة حاضنة لهكذا مخطط جهنمي.

أضاف المصدر: ان الوقائع بينت عكس ذلك, فأهل عكار, وعلى الرغم من فرار أربعة جنود من أبنائها من الجيش اللبناني, في حالات فردية معزولة, عبروا بشكل لافت عن احتضان تام للجيش, وذلك من خلال تسهيل عمليات دهم الأماكن المشبوهة, ما أدى إلى اعتقال عشرات الإرهابيين المحتملين, أو الفعليين. أما في طرابلس, فسارع أبناء المدينة وفعالياتها إلى إنهاء الظاهرة الشاذة التي حاول البعض من أمثال شادي المولوي وأسامة منصور تكريسها في قلب المدينة, والقضاء على أي إمكانية لتواجد خلايا إرهابية نائمة فيها, ما أدى إلى ارتياح أهلي شامل.

أما عرسال البقاعية, فبات معروفاً أن جرودها محتلة من الإرهابيين الذين يحتجزون العسكريين, والبلدة نفسها رهينة النزاع العسكري القائم على تخومها, وذنبها الوحيد أنها احتضنت عشرات آلاف النازحين السوريين, فاستغل البعض مخيماتهم ليحولها إلى منصة للاعتداء على الجيش اللبناني.

وأكد المصدر أن خطر الإرهابيين على الحدود اللبنانية السورية سيبقى قائماً, ومن غير المستبعد أن نشهد تطورات دراماتيكية, مثل التصعيد العسكري وأحداث أخرى, في الأيام والأسابيع القليلة المقبلة.