أشارت صحيفة "الراي" الكويتية إلى أن تفاصيل ما جرى بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والرئيس سعد الحريري في خلوتهما لم يُسرّب عنها شيء، حتى ان الحريري والراعي حرص كل منهما على عدم وضع معاونيهما الا في العناوين العامة للمداولات التي جرت في الخلوة، ولكن بعضاً من المواكبين عن كثب للقاء ومداولاته أكدوا ان اهمية اللقاء تكمن في ثلاث نقاط:

- اولا اعادة الاعتبار بقوة الى تحديد الملف الرئاسي كأولوية لا تتقدمها اي اولوية اخرى من خلال الرجوع المستمرّ الذي يحرص عليه الحريري الى مرجعية بكركي.

- ثانياً الإصرار على الحصول على تغطية مسيحية لإجراء التمديد القسري لمجلس النواب الذي وصفه الحريري بانه كأس مُرة ولكنه استعان بـ "وصْفة" سبق لرئيس مجلس النواب نبيه بري ان كشفها في ان يقترن التمديد بفقرة تنصّ على انتخابات نيابية بعد ستة أشهر مثلاً من انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

- ثالثا وهو الأهمّ ان أعضاء مرافقين للبطريرك والحريري أكدوا في اتصالات معهم ان اللقاء والخلوة تطرقا الى أسماء المرشحين المعلنين وغير المعلنين لرئاسة الجمهورية.

واذ بدا الامر بمثابة عرض عام في الاجتماع الموسع، فان الاوساط المواكبة للقاء لفتت الى ان الخلوة التي جمعت الرجلين يرجح ان تكون شهدت تعمقاً في مقاربة موضوع الأسماء هذه المرة، من منطلق السعي الجدي والمستمر والسريع للتوصل الى توافق سياسي عريض بين مختلف الاطراف على اسم يمكن ان يستعيد تجربة انتخاب الرئيس السابق ميشال سليمان العام 2008.

ولفت الأعضاء الذين رافقوا اللقاء إلى أن هذا الامر إتخذ دلالة بارزة حين لمح الحريري امام المراسلين للمرة الاولى الى امكان ان تعود قوى "14 آذار" الى ما قامت به في عام 2008 حين تبنّت ترشيح الرئيس ميشال سليمان مع انه كان قائداً للجيش وليس محسوباً عليها ولا على اي فريق آخر وحظي ترشيحه بإجماع.

وتذكر الأوساط نفسها انها لا تملك ما يؤكد انه جرى حصْر التداول ببضعة أسماء، لكنها لم تستبعد اطلاقاً السعي في هذا الاتجاه في المرحلة المقبلة، وخصوصاً لجهة تركيز الجهود على طرح أسماء مرشحين توافقيين لم يعد ممكناً مقاربة إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي الا من خلالهم.

وافادت الأوساط أن الاسبوع المقبل قد يكون حافلاً بتحركات واتصالات كثيفة بعد عودة الرئيس نبيه بري من جنيف في نهاية الاسبوع الحالي، تمهيداً للاتفاق على موضوع التمديد لمجلس النواب بصيغة تربطه بانتخابات الرئاسة، فيما سيطلع الحريري الزعماء الآخرين من حلفائه على حقيقة اتفاقه مع البطريرك الراعي والسعي الى توافق داخل "قوى 14 آذار" على مبادرة رئاسية جديدة بأسرع وقت.