برزت الى واجهة الاحداث مدينة عين العرب السورية او كوباني الواقعة عند الحدود التركية بعد هجوم مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عليها وسيطرتهم على اجزاء واسعة منها، فما هي هذه المدينة؟ كانت المدينة محطة على طريق السكة الحديدية الذي افتتح عام 1912 بين مدينتي قونية جنوبي تركيا وبغداد. وكانت قبل ذلك جزءاً من بلدة "سوروج" التركية التي يسميها الأكراد "بيرسوس" حيث كانوا يسمون عين العرب "أسفل بيرسوس" ولم يكن يقطنها عدد كبير من السكان. يسميها الأكراد "أسفل بيرسوس" ويسميها العرب "عين العرب" أو "نبع العرب"، ويرد في المصادر الأجنبية قبل 100 عام اسم المنطقة "عرب بنار" (بالتركية بنار تعني نبع) . أما اسم كوباني فهو يأتي من اسم شركة السكك الحديدية الألمانية التي أنشأت الخط الحديدي هناك وتحول الاسم مع الزمن من كومباني Kompanie إلى كوباني. وقد شهدت المدينة عام 1915 على المجازر التركية بحق المهجرين الأرمن.  ومع رسم حدود الجمهورية التركية عقب انهيار السلطنة العثمانية، انقسمت المنطقة الى قسمين: قسم داخل الأراضي السورية اسمه "عين العرب"، والقسم الآخر داخل الأراضي التركية واسمه "مرشد بنار" أي "عين مرشد" نظراً لاحتوائه على أبنية إدارية. أما الجزء الذي ألحق بالأراضي السورية أصبح في نهاية عام 1915 ملجأً آمناً يأوي إليه الأرمن، لذلك افتتحت في المنطقة مدرستان أرمنيتان إحداها "ابتدائية كريميان" من عام 1927 إلى عام 1962، والأخرى "مدرسة أغبو أفيديس صارافيان" منذ 1950 إلى 1975.  أهمية المنطقة بالنسبة للأكراد تعود اهمية المنطقة للأكراد الى سببين، الأول كونها المكان الذي توجه إليه عبد الله أوجلان 1979 من مدينة شانلي أورفة إلى سوروج ومنها إلى الحدود مع تركيا (عين العرب). والسبب الآخر أنها واحدة من ثلاث مناطق انسحب منها النظام السوري في 19 تموز 2012 ليسلمها إلى حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ويعلنها منطقة "حكم ذاتي" شمالي سوريا. ويعود سبب التقارب بين منطقة سوروج التابعة لمدينة شانلي أورفة التركية وعين العرب أن قاطني الأخيرة أغلبهم من سكان تركيا. هاجروا إلى المنطقة بعد ثورة الشيخ سعيد عام 1925 لأسباب سياسية وأغلبهم من العشائر الكردية. أما اليوم فإن عين العرب تابعة لمحافظة حلب، وهي مركز ناحية منطقة عين العرب، تقع على بعد 30 كيلومتراً شرقي نهر الفرات ونحو 150 كيلومتراً شمالي شرق حلب. تتألف من 384 قرية صغيرة وعدد من النواحي الإدارية، وقد سيطر تنظيم "داعش" على أغلبها ويتابع هجومه بشكل عنيف. وأمس ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان التنظيم سيطر على المركز الثقافي الواقع في وسط مدينة عين العرب بعد اشتباكات مع قوات وحدات حماية الشعب الكردية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبدالرحمن قوله ان هذه "المرة الاولى التي يسيطر فيها التنظيم على مبنى في وسط المدينة منذ بدء هجومه عليها قبل نحو شهر، علما ان مقاتليه الذين يتقدمون من الشرق بلغوا وسط عين العرب اكثر من مرة الا انهم تراجعوا في السابق بفعل المقاومة الشرسة".

 

  المصدر: الجديد