لا ريب أن ما تفعلونه الآن سيسجل ضدكم في سجلات الخيانة والتآمر والغدر، حتى أن كلمة (لقد غدر الغادرون) كانت موجهة إليكم أنتم على وجه التحديد، فالغدر من طباعكم، والخيانة من خصالكم، والتآمر منهجكم والكراهية عقيدتكم. ستأتي عليكم أيام سوداء. تستغيثون فيها فلا يُستجاب لكم، ولا يُسمع ندائكم، وأعلموا أن مكركم يوشك أن ينقلب عليكم، وإن كان مكركم لتزول منه الجبال.فالعقارب الإرهابية التي نشأت وترعرعت في أوكاركم ستطاردكم في دياركم، حتى لم يبق منكم باق، فتكونوا كالعصف المأكول. لأنكم لا تصونون عهداً ولا تردون حرمة دم، وكنتم أول من فتح جحور الأفاعي والعقارب على الشعب الذي حارب دونكم وضحى من أجلكم في معارك كثيرة ووقف معكم في السراء والضراء. ألا تبا لكم يا أعداء الحق وأعداء الإنسانية وأعداء السلام والإسلام.

كنتم في طليعة البلدان التي هرعت عام 1999 لتوقيع معاهدة مكافحة الإرهاب، فاتفقتم على أنه كل فعل من أفعال العنف أو التهديد بالعنف أياً كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذا لمشروع أجرامي فردي أو جماعي ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو أعراضهم أو حريتهم أو أمنهم أو حقوقهم  للخطر أو ألحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة والخاصة أو احتلالها والاستيلاء عليها أو تعريض أحد الموارد الوطنية أو المرافق الدولية للخطر أو تهديد الاستقرار أو السلامة الإقليمية أو الوحدة السياسية أو سيادة الدولة المستقلة.

كان هذا التعريف من أشمل التعاريف الإنسانية لمفهوم الإرهاب وأكثرها وضوحاً. لكنكم لم تعترضوا على ما فعلته منظماتكم الإرهابية من إيذاء للناس واعتداء على أعراضهم وحرياتهم الدينية، وتدميرها للبيئة وتهديدها الاستقرار.

دعونا نذكركم بما جاء في المادة الثالثة (الفقرة أ) من معاهدة مكافحة الإرهاب التي صادقت عليها منظمة المؤتمر الإسلامي، والتي أنتم من أقوى أعضائها. تقول المادة: (على الدول الأعضاء الحيلولة دون اتخاذ أراضيها مسرحا لتخطيط أو تنظيم أو تنفيذ الجرائم الإرهابية أو الشروع أو الاشتراك فيها بأية صورة من الصور بما في ذلك العمل على منع تسلسل العناصر الإرهابية أو لجوئها إليها أو أقامتها على أراضيها فرادى أو جماعات أو استقبالها أو إيوائها أو تدريبها أو تسليحها أو تمويلها أو تقديم أية تسهيلات لها). فأين الدول الإسلامية المحيطة بالعراق مثل تركيا وإيران والسعودية والكويت والأردن، أو البلدان الإسلامية الأخرى التي جاءنا منها التونسي واليمني والقطري والليبي. تركيا الآن هي التي تسهل مرور الإرهابيين من أراضيها، بينما تمولهم قطر وتؤويهم الأردن وتصفق لهم الأقطار الأخرى.

بماذا تفسرون هذا التناقض، وبماذا تعللون هذا التغاضي والتراخي ؟. وما الذي ستقولونه بعد تدمير العراق وتشريد شعبه ؟. ولماذا تجاهلتم مسلسل المجازر المروعة التي ارتكبتها داعش في العراق، كل ما نلمسه منكم في هذه الأيام العصيبة هو السكوت والصمت المطبق على المستويين الرسمي والشعبي، لم تخرج مظاهرة استنكارية واحدة، ولم تتقدم دولة واحدة لتقديم مساعداتها للهاربين والفارين من بطش التنظيمات التكفيرية التي ولدت في بلدانكم، والتي أرسلتموها إلينا بأسلحتها وعتادها وأجهزتها وراياتها، وكنتم خير مؤازر للإرهاب وخير سند له منذ عام 1990 وحتى يومنا هذا.

ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين