منذ حرب الخليج في العام 1991 لم تنجح الولايات المتحدة مطلقا في ضمّ دول عربيّة بهذا العدد الى ضربات عسكرية في الشرق الاوسط، وتشيد واشنطن بتوافق وجهات نظر حلفائها العرب ازاء خطر تنظيم "الدولة الاسلامية".

لكن بعض الخبراء يشككون في صمود هذا التحالف الاميركي العربي الاستثنائي على المدى الطويل لتحقيق النجاح.
ووشكر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس في نيويورك على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة الحكومات العربية الخمس التي شاركت في الضربات الجوية الاولى على مواقع جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية، وهي السعودية والامارات العربية المتحدة والاردن والبحرين وقطر.
وبعد هذا الإجتماع مع ممثلي هذه الحكومات عبّر ديبلوماسيون اميركيون عن ارتياحهم "للاجماع" القائم حيال "خطر (تنظيم الدولة الاسلامية) الذي يوحد العالم". ورأى احد هؤلاء المسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية ان هذه الدول العربية ستكون حتى "مشاركة على المدى الطويل" في القضاء على الجهاديين السنّة المتطرفين الذين يعيثون فسادا في العراق وسوريا.
لكن لكم من الوقت سيصمد هذا التحالف بين دول عربية جميعها ذات غالبية سنية ومتنافسة اقليميا؟
قال كيم هولمز من مؤسسة بحوث "هريتيج فاونديشن" ان هذه الدول العربية لديها "عدوا مشتركا لكننا نتساءل ان كانت ستلتزم فعلا على مدى طويل".
واشار زميله انطوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ايضا الى "الحليفين المترددين" وهما برأيه تركيا وقطر.
ولفت مركز الدراسات "سوفان غروب" الى ان كل الدول العربية في التحالف بعيدة عن امتلاك المصالح نفسها. وهكذا "فالمملكة السعودية ومصر ستسعيان لادراج محاربة تنظيم الدولة الاسلامية في سياق حملة اوسع ضد الاخوان المسلمين ومجموعات اسلامية اخرى تمثل بنظرها خطرا لا يقل عن خطر تنظيم الدولة الاسلامية ان لم يكن اكبر منه" كما كتب هؤلاء الاخصائيون.
فالنظام المصري الجديد برئاسة عبد الفتاح السيسي المدعوم من الرياض قام بحملة قمع شديدة لانصار جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس المخلوع محمد مرسي.
فضلا عن ذلك فقد انضمت دول خليجية في طليعتها السعودية الى التحالف لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية آملة ايضا في رحيل الرئيس السوري بشار الاسد. وقال الباحث رمزي مارديني من "اتلانتيك كاونسل" "ان هزم (تنظيم) الدولة الاسلامية لا يمكن ان يكون سوى تجربة أو مرحلة اولى تسبق مرحلة ثانية للحصول على تغيير للنظام في سوريا".