تأتي أهمية وميزة الجولة الجديدة من المفاوضات النووية التي بدأت منذ أيام من خلال لقاء الوزير الخارجية الإيراني وكاترين أشتون منسقة الإتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية من أن هذه الجولة تشهد إشراف ورعاية مباشرة من قبل رؤساء الطرفين حيث أن الرئيس روحاني ورؤساء من بين المشاركين في الإجتماع السنوي للأمم المتحدة، ويشرفون على مسار المفاوضات كما للقائات الرئيس مع رؤساء دول الست، تأثير في التقدم بالملف النووي باتجاه الحل النهائي.  وقال الرئيس روحاني في وقت سابق إنه سيباشر المفاوضات النووية إذا تطلب الأمر.
لا يزال يشكل موضوع ميزان التخصيب، محور المفاوضات ورغم أن الإتفاقية جنيف المؤقتة اعترفت ضمنيا بحق إيران في التخصيب إلا أن عدد أجهزة الطرد المركزي ومستوى التخصيب لم يتفق عليهما  الطرفان بعد.
إن عدد الأجهزة سبب رئيسي في الخلافات، حيث أن للعدد دور أساسي في الوصول إلى الطاقة النووية. إيران تمتلك الآن أجهزة من الجيل الأول وهناك أجهزة من الجيل الثاني والثالث لم يتم تشغيلها بعد. إيران تلح على اعتراف لها بامتلاك 190 ألفا من أجهزة الطرد المركزين لأنها تريد أن تنتج وقود محطة بوشهر النووية في المدى البعيد، حيث الروس متعهدون بتأمينها حتى العام 2021، ولذا ترى إيران نفسها بحاجة إلى 190 ألفا من الأجهزة بعد 2021 رغم أن الروس يرغبون في الإستمرار بتأمين الوقود لمحطة بوشهر.
   ورغم أن مسؤولين من الدول الست أعربوا عن تشاؤمهم في الوصول إلى نتيجة إيجابية في الملف النووي خلال الأيام المقبلة، إلا ان الدبلوماسية تستمر ولم تتوقف، وقبل شهرين من نهاية المهلة المقررة للوصول الى الإتفاق النهائي، سيظهر خلال الأيام المقبلة ملامح الإتفاق النهائي لو كان هناك إرادة جدية على ذلك.
وقبل بدأ الجولة الجديدة، طالب الأميركيون على لسان وندي شرمن بتخفيف إيران من طاقتها في التخصيب، وهذا اعتراف ضمني للإيرانيين بالتخصيب مبدئيا.
فعليه يمكن القول بأن تلك العقوبات التي تم فرضها على إيران بسبب استمرارها في التخصيب، تصبح لاغية حيث لم يعد مبدأ التخصيب، محظورا لإيران.
يرى الإيرانيون بأنهم تنازلوا أكثر مما هو المتوقع منهم ويتوقعون الآن تفاعلا من الطرف الآخر. يقول تقرير المنظمة الدولية للطاقة الذرية الذي نشر قبل ايام، إن إيران خففت في مستوى التخصيب حيث جمدت التخصيب بمستوى 20 في المائة واكتفت بـ 5 في المائة وهذا المستوى، هو أدنى المستويات للتخصيب.
وكلما نقترب من نهاية المهلة، سيتشدد المواقف من قبل الطرفين، ولكن يبدو أن هناك إرادة جدية لحلحلة القضية، كما صرح عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني، الذي يرى بأن إيران قدمت ما كان بمقدورها والكرة الآن عند الطرف الآخر وبالتحديد، الولايات المتحدة، التي يعتبرونها الإيرانيون، الطرف الحقيقي الوحيد في المفاوضات، وهذا ما يظهر من كلام محمد جواد ظريف عند ما قال نحن نثق بوعود الرئيس باراك أوباما، بحال يكون هناك وعود من قبله. وهذا تصريح بأن قلب المفاوضات وقالبها هي ما تجري بين الطرفين الإيراني والأميركي اللذان سنح الموضوع النووي فرصة تاريخية لهما للجلوس على طاولة المحادثات المباشرة، ويأمل الرئيس روحاني أن تؤدي حلحلة الملف النووي،العلاقات المتوترة بين إيران والولايات المتحدة.