أتردد في القول إن من الطبيعي أن يمرض السيد هاني فحص في هذا الزمن... المريض.
أتردد، بالرغم من أن ذلك يبدو بديهياً مع إنسان شفّاف مثله، وخلاصة وعي وإحساس وانتماء وإيمان مثله.
أتردد، لأنّني لا أتمنى ذلك، لا يستحقه، وإن كان يؤمن بقدر الله ومشيئته.
أتردد، لأن في ذلك استسلاماً لفكرة أننا، في هذا الزمن وعلى هذه الأرض، لا نستحق أمثاله.
وأتردد، ربما، طمعاً وأنانيّة. فلطالما نظرت إلى هذا الإنسان، عالم الدين، المثقف، المنفتح، المحاور، المتواضع، الصديق، باعتباره كائناً صحياً؛ باعتباره موجوداً يشبهني، وأجمل، في الجهة التي اختلف معها؛ باعتباره عمامة نادرة وسط اللون الواحد، ووسط الألوان الموحدة؛ باعتباره كلمة خاصة بل كلاماً خاصاً وسط الكلام العام؛ باعتباره صوتاً عذباً فوّاراً وسط الجفاف؛ باعتباره أصيلاً وحقيقياً وسط التقليد والأقنعة؛ باعتباره أليفاً ودوداً بين الغرباء؛ وباعتباره شاباً بين الكهول وأهل الكهف.
وهو كذلك، وأكثر. وارتضى بقدره وتمرَّدَ، وقَبِلَ بمصيره وشاكس، وعاش التناقضات والاختلافات وجمع وتميَّز بجمعه وتنوّعه وتوحّده وانفراده، وقارب التجارب والمجتمعات والأشخاص وأخلص وخلص إلى عبث الحروب والعنف وجحيم تحويل الاختلافات الإنسانية المغنية الى خلافات مفقرة. ودائماً، يبدو كأنه آتٍ من التجارب وخلاصاتها، من الحكمة مباشرة.
سماحة السيد، سيّد السماحة، سلامتك.
قليلون، نادرون، أمثالك حيث أنت، حيث يفترض أن للإنسان مرآةً وأملاً.
قليلون ونادرون ما أنت ومن أنت.
ننتظرك وبحاجة إليك، إلى ما أنت ومن أنت.