بعد يوم دموي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى في مواجهات بين الجيش اليمني وأنصار جماعة الحوثيين، المعتصمين منذ أكثر من ثلاثة أسابيع للمطالبة بإسقاط الحكومة، بقي التوتر سيد الموقف في العاصمة اليمنية صنعاء أمس، التي شهدت ضاحيتها الغربية مواجهات متقطعة بين الطرفين، بحسب ما أفادت به مصادر أمنية وشهود عيان.
ووقعت المواجهات في منطقة الصباحة على الطريق التي تربط صنعاء بمدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر، وهي منطقة يقيم فيها أنصار الحوثيين مخيمات ضمن التحرك الاحتجاجي المناهض للحكومة، بحسب ما أعلنته المصادر الأمنية، التي لم تشر إلى وقوع ضحايا.
إلى ذلك، ارتفع منسوب التوتر جنوب العاصمة اليمنية، التي كانت شهدت أمس الأول مواجهات وتبادل إطلاق للنار بين الطرفين، وتحديداً في منطقة حزيز، حيث أعلن الجيش اليمني أنه صدّ محاولة إدخال سيارات محملة بالأسلحة للحوثيين.
وفي تعليق على أحداث حزيز، أصدرت اللجنة الأمنية اليمنية العليا بياناً أمس أكدت فيه «مقتل مدني وإصابة 15 آخرين بجروح في مواجهات أمس الأول، من بينهم جندي وشرطيان»، مضيفة أن «الحوثيين استخدموا قذائف أر. بي جي ضد القوات اليمنية»، فيما اعتبر القيادي في حركة «أنصار الله»، التابعة للحوثيين، علي العماد، أن «المقصود من أحداث حزيز توفير مادة إعلامية لقتل الثوار السلميين في صنعاء».
إلى ذلك، أفاد شهود عيان في شمال صنعاء، أن الحوثيين «استقدموا تعزيزات عسكرية، بما في ذلك مدافع، إلى منطقة همدان والى محيط مطار صنعاء الدولي».
وفي سياق متصل، أفاد موقع «أنصار الله» التابع لجماعة الحوثيين أن الطيران اليمني شن غارات أمس على مواقع في منطقة الجوف، مشيراً إلى أنه «استهدف مراكز حكومية ومستشفيات».
وتحوّل التحرك الاحتجاجي الذي بدأته جماعة الحوثيين في 18 من شهر آب الماضي، للمطالبة بإسقاط الحكومة ورفع الزيادة المفروضة على أسعار المحروقات (الجرعة) وتنفيذ مقررات الحوار الوطني، إلى مواجهات عنيفة أمس الأول مع القوات والشرطة اليمنية، راح ضحيتها سبعة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى. وتتهم الحكومة اليمنية، والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الحوثيين بتنفيذ أجندة خارجية، والعمل للسيطرة على العاصمة صنعاء، فيما تؤكد الجماعة «سلمية» تحركها «المطلبي»، الذي «ينمّ عن تطلعات الشعب اليمني بأكمله».
السفير