استحوذ المشهد الإقليمي الملتهب على الحيّز الأكبر من اللقاء، حيث جرى عرض شامل للوضع من اليمن الى عرسال مروراً بالعراق وسوريا وفلسطين.
وتوقف نصرالله وعون بشكل أساس عند المستجدات في العراق بعد سيطرة "داعش" على الموصل وأجزاء أخرى من الاراضي العراقية، وما ترتب على هذا التطور من تفاعلات وتهجير.
وقدّم نصرالله عرضاً مفصلاً للوضع في سوريا ومسار التطورات العسكرية على الارض، مؤكداً أن مشروع "داعش" في المنطقة ليس قابلاً للحياة، وإن استغرق سقوطه الميداني بعض الوقت.

واتفق عون ونصرالله، وفق "السفير"، على أن الخطر الناتج عن الهجمة التكفيرية هو خطر وجودي يطال كل المكونات الموجودة في المنطقة عبر التاريخ، بدليل ما تعرّض له المسيحيون والسنة والإيزيديون والشيعة في المناطق التي سيطر عليها التكفيريون في سوريا والعراق.
وتطرق الرجلان الى سبل مواجهة هذه الظاهرة التكفيرية، وكان توافق بينهما على أن الخطوة الاولى والاساسية في هذا الاتجاه تكمن في تحصين الساحة الداخلية من خلال تعزيز الحوار والتواصل بين كل الأطراف. وأكدا ضرورة التصدي للفتنة وعدم الانزلاق إليها، كما أعرب نصرالله عن رفضه للتصرفات الفردية والانفعالية، غير الصحيحة.

وتناول "السيد" و"الجنرال" الواقع اللبناني من زاوية ارتباطه بالصورة الإجمالية للمنطقة وتأثره بما يجري في محيطه الاقليمي، وجرت مقاربة الاستحقاق الرئاسي من هذه النافذة تحديداً، مع تأكيد المؤكد من قبل الطرفين، وهو أن عون متمسك بأحقية وصوله الى رئاسة الجمهورية انطلاقاً من الاسس الميثاقية التي يجب ان يقوم عليها الاستقرار الداخلي والتوازن الوطني، وأن "حزب الله" بدوره مستمر في دعم وصول عون الى الرئاسة ما دام عند موقفه.

وعُلم أنّ نصرالله توجه الى عون بالقول: الموضوع الرئاسي عندكم بالكامل يا جنرال.. ما دمت مستمراً نحن مستمرون معك، وحين تتوقف نتوقف معك.. هذا أمر محسوم بالنسبة إلينا.

وعرض عون نتائج الحوار مع الرئيس سعد الحريري، حتى الآن، مشيراً إلى أن هناك مصلحة وطنية في الإبقاء عليه، وشجع نصرالله من جهته على مواصلته.
وفي ما يتعلق باحتمال التمديد لمجلس النواب، تم نقاش سريع لهذه النقطة، وسط تفهم متبادل من كل جانب لوجهة نظر الجانب الآخر.
وتردّد في هذا الإطار أن عون الذي لا يزال عند رفضه للتمديد، قد يكتفي هذه المرة بمعارضته من دون الطعن فيه.

السفير