أبصرت الحكومة العراقية النور غير مكتملة، أمس، بغياب لافت لوزارتَي الدفاع والداخلية، التي بدا أنهما غابتا عن توافق الكتل السياسية الذي أدى إلى التصويت في مجلس النواب على التشكيلة الوزارية التي قدمها رئيس الوزراء حيدر العبادي، على الرغم من بعض الاعتراضات والسجالات التي سادت جلسة منح الثقة، من قبل بعض الكتل، والتي أظهرت أن ولادة الحكومة جاءت نتيجة ولادة قيصرية شاركت فيها الأطراف السياسية الكبرى، وقوى خارجية.
وكان من اللافت أن المجلس صوت أيضاً على كل من نوري المالكي وإياد علاوي، وأسامة النجيفي كنواب لرئيس الجمهورية، بالإضافة إلى صالح المطلك، وهوشيار زيباري، وبهاء حسين الأعرجي، كنواب لرئيس مجلس الوزراء.
وفي هذه الأثناء، تواصلت العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش العراقي وقوات «البشمركة» الكردية، كما احتدمت الاشتباكات بين قوات العشائر العراقية ومسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش»، الذي نفذ اثنان من عناصره عمليتَين انتحاريتَين في محافظة صلاح الدين.
ومن المفترض أن يصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اليوم، إلى المنطقة في جولة تشمل الأردن والسعودية، بهدف بناء تحالف دولي لمواجهة تنظيم «داعش»، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، لافتة إلى أن أكثر من أربعين دولة ستشارك في هذا التحالف.
وعقد مجلس النواب العراقي، أمس، جلسته الـ13، المخصصة لمنح الثقة للحكومة وترأسها رئيس المجلس سليم الجبوري، وحضرها الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، وعدد من الوزراء السابقين، ورؤساء بعثات دبلوماسية، وبعثة الأمم المتحدة في العراق، وافتتح الجبوري الجلسة مؤكداً أن عدد الحاضرين هم 182 نائبا، إلا أن بعض النواب انسحبوا وبقي 178 نائبا.
وعرض العبادي خلال كلمة ألقاها قبيل التصويت على التشكيلة الوزارية خطة عمل حكومته، التي اعترض بعض النواب على أحقية تقديمها أمام المجلس، دون تقديم السير الذاتية للوزراء بشكل مسبق، ولكن بدا أن الكتل السياسية الكبرى كانت قد اتفقت على التشكيلة التي نالت الثقة بأغلبية 177 صوتا.
وأكد العبادي عزم الحكومة على طرد جميع المجموعات الإرهابية، وإعادة الأمان إلى المحافظات العراقية التي نزح أهلها، والعمل على إعادة الإعمار من خلال خطة إنمائية شاملة، كما شدد خلال عرضه لخطة عمل الحكومة، على ضرورة دعم القوات المسلحة وإعادة بنائها لتكون ممثلة لمختلف مكونات الشعب العراقي، وأشار إلى أن الحكومة ستعمل على تفعيل نموذج الحشد الشعبي من خلال بناء «منظومة الحرس الوطني» لتكون رادفة لقوات الجيش والشرطة في المحافظات.
ولفت العبادي إلى أن السلاح الشرعي والوحيد الذي سيسمح ببقائه هو سلاح الدولة، وحيا وحدة الدم بين الجيش العراقي وقوات «البشمركة» والحشد الشعبي، وأبناء العشائر.
وعرض العبادي أسماء الوزراء للتصويت عليها فرديا كما ينص الدستور العراقي، إلا أن حقائب الدفاع والداخلية والموارد المائية، بقيت شاغرة، وطلب العبادي إمهاله أسبوعا لملء الشغور في هذه الوزارات، مشيرا إلى أنه سيتولى بنفسه هذه الحقائب في هذه الفترة، كما تم التصويت على ثلاثة نواب لرئيس الجمهورية، وثلاثة آخرين لرئيس مجلس الوزراء.
وصوَّت النواب على تشكيلة وزارية من 24 وزيرا، من بينهم إبراهيم الجعفري وزيرا للخارجية، روز نوري شاويس وزيرا للمالية، عادل عبد المهدي وزيرا للنفط، حسين الشهرستاني وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي.
ميدانيا، قال قائد شرطة ديالى اللواء الركن جميل الشمري، إن القوات الأمنية بمساندة العشائر تمكنت من «تطهير منطقة سد الصدور الإروائية» في محافظة ديالى وقتل 15 عنصراً من «داعش»، لافتاً إلى أن أكثر من 200 عنصر من التنظيم هربوا باتجاه المحافظات الشمالية. وأوضح الشمري أن «القوات الأمنية أحرزت تقدما كبيرا واستطاعت نشر أفراد الشرطة وأبناء العشائر في المنطقة وإعلان سيطرتهم عليها».

وقتل 18 عنصرا من الجيش والشرطة العراقية وأصيب 55 آخرون، خلال هجومين انتحاريَّين شنهما تنظيم «داعش» على مقر للأجهزة الأمنية في محافظة صلاح الدين، شمال العراق.
وقال مصدر أمني في قيادة عمليات صلاح الدين، إن «انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم مقرا أمنيا تتواجد فيه قوات الجيش والشرطة في ناحية الضلوعية جنوب تكريت، أعقبه هجومُ انتحاريٍّ آخر يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه بعد تفجير الانتحاري الذي يقود السيارة المفخخة».
وطالب محافظ صلاح الدين رائد إبراهيم الجبوري «الحكومة المركزية ووزارة الدفاع والقوى الجوية بالتدخل الفوري ومساندة المقاتلين الذين يواجهون هجوما للعناصر الإرهابية على الناحية».

وفي الأنبار، أكد مصدر حكومي رفيع مقتل 6 وإصابة 33 عنصرا من قوات الأمن ومقاتلي العشائر خلال مواجهات مع عناصر «داعش» في قضاء حديثة غربي مدينة الرمادي.
وقال المصدر إن «مواجهات واشتباكات عنيفة وقعت منذ أن بدأت القوات الأمنية تساندها العشائر عملية عسكرية على مناطق مختلفة من قضاء حديثة».
وأضاف ان «المواجهات والاشتباكات ما زالت مستمرة بين قوات الأمن والعشائر ضد عناصر «داعش» وأسفرت عن مقتل 4 جنود و2 من مقاتلي العشائر، فيما أصيب 33 عنصرا من قوات الأمن ومقاتلي العشائر بجروح مختلفة خلال هذه المواجهات».

إلى ذلك، أكد قائد الفوج الخامس في قوات «البشمركة» سعيد علي محمود أن أفراد الجيش العراقي و«البشمركة» تمكنوا من السيطرة على ناحية «ينكجه» التركمانية التابعة لمحافظة صلاح الدين، بعد عملية أمنية في المنطقة، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة.

كما شنت طائرات حربية يعتقد أنها عراقية غارة جوية، على مدينة ألعاب الحدباء الرياضية التي تم إنشاؤها حديثاً شمال مدينة الموصل، ما أدى إلى تدمير جزء كبير من مرافقها من دون وقوع إصابات.