اعلن باحث أمني متخصص في شؤون الإرهاب والاستخبارات، إن مستويات المهارة التقنية التي أظهرها عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" تثير الدهشة والفزع، خاصة على صعيد تشفير التسجيلات الخاصة بهم، مضيفا أن المعتقدات القوية لدى أفراد التنظيم وحداثة نشأته صعّبت على أمريكا اختراقه أمنيا.   وحول سر تمكن "داعش" من جذب شبان على مستوى عال من التعلم والثقافة والقدرات المعلوماتية، اكد بوب باير مختص شؤون الأمن الداخلي الأميركي والعميل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA: "داعش على قدر كبير من التطور وعلى كل المستويات، فمثلا اتضح لي أن نظام التشفير المستخدم في التسجيلات من قبل الذين قام بقتل الصحفيين فولي وسوتلوف قد صممته شركة في ولاية ميريلاند الأميركية."   وأوضح: "حاولت الاتصال بالشركة لمعرفة كيفية وصول نظامها إلى يد داعش، ولكنني لم أحصل على رد بعد، وأهمية نظام التشفير هذا أنه لا يترك ما يعرف بـ’الأبواب الخلفية‘ التي تسمح باختراق الشيفرة لاحقا، ما يدل على مدى تطور المشاركين في العملية وقدراتهم الكبيرة على مستوى التكنولوجيا وأدوات التواصل الاجتماع."   وأشار باير الى ان العدد الكبير للغربيين في صفوف داعش يثير القلق الشديد قائلا: "ما يثير القلق فعليا بالتنظيم عدد المقاتلين الأجانب الضالعين في نشاطاته، وهو عدد يفوق بكثير عدد الأجانب الذين انضموا إلى تنظيم القاعدة، ما يدل على تفوق داعش مقارنة بالقاعدة."   وعن وجهة نظره حيال الانتقادات الموجهة إلى أجهزة الأمن الأمريكية بعدم امتلاك معلومات حقيقية حول التنظيم، تابع: "أتفق مع هذه الروية بالتأكيد، والدليل هو ما رأيناه في عمليات اختطاف الرهائن وكذلك في المحاولة الفاشلة التي نفذتها قوات أميركية لإنقاذهم، فهذا الفشل يلخص واقع نقص المعلومات الاستخبارية."   واعتبر "ليس هناك مصادر أمنية لنا داخل داعش، ولكن علينا تذكر أن هذا تنظيم متشدد ويضم أعضاء لديهم معتقدات قوية، وبالتالي فأنا لست متفاجئا من صعوبة اختراقه، إلى جانب أنه تنظيم حديث النشأة ظهر فجأة واستولى على الموصل، ولم يكن هذا بحسبان أحد داخل الحكومة الأمريكية أو خارجها، وهذا ما ضمن للتنظيم العمل بسرية."   ولفت باير إلى الحاجة لتوجيه ضربات ضد داعش داخل سوريا، واصفا مدينة الرقة السورية بأنها "عاصمة التنظيم"، شارحاً: "عاصمة داعش هي مدينة الرقة السورية، وهي المدينة التي احتجز فيها التنظيم رهائنه الأجانب حتى أيار الماضي، قبل الإفراج عن عدد منهم، وبالتالي فقيادة التنظيم موجودة هناك، ومن الطبيعي حصول عمليات تصفية أو استهداف للتنظيم في سوريا."   وحذر من تداعيات أي خطأ في تقدير الموقف السياسي قائلا: "ما يقلقني هو طبيعة الأمور التي قد تحصل بعد ذلك، لأننا لا نمتلك سياسة واضحة، إذا تحالفنا مع إيران أو حتى مع الرئيس السوري بشار الأسد، فسنصبح طرفا في حرب أهلية مستعرة، ما قد يزيد من صعوبة الأمور التي نواجهها، وبالتالي فنحن بحاجة لسياسة متكاملة وبحاجة لإشراك السعودية في هذا الأمر، وكذلك سائر الدول العربية، لأننا نواجه مخاطر تهدد كل الأنظمة بالمنطقة، التي نحبها منها والتي نكرهها."