حملت المعارك التي خاضها الجيش اللبناني في عرسال خسائر كبيرة، خصوصاً في الأرواح. ومن بين هذه الخسائر أيضاً التدهور في العلاقة بين قائد الجيش العماد جان قهوجي وقائد فوج المغاوير العميد شامل روكز.

شهدت العلاقة بين قهوجي وروكز توتراً كبيراً في الأسبوعين الأخيرين بلغت حدّ تهديد الأول بتعيين قائد جديد للفوج. ترتبط هذه الخلافات بوجهٍ خاص بالأسلوب الذي تعاطى فيه الثاني مع معركة عرسال، وما رافقها من حملة تأييد لقائد فوج المغاوير عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مقابل توجيه قاعدة التيّار الوطني الحر انتقاداتٍ مباشرة لقائد الجيش.

ويبدو أنّ الاستحقاق الرئاسي دخل على خطّ هذا الحدث الأمني الخطير، إذ أنّ مظاهر الاحتفاء بالجيش التي برزت عقب أحداث عبرا في حزيران 2013 لم تتكرّر هذه المرة على مستوى التيّار الوطني الحر الذي لم ينظّم، كالعادة، قداديس في المناسبة، تجنّباً لتعزيز موقع قهوجي كمرشح رئاسي بارز.

وكان الحادث الذي تعرّض له العماد ميشال عون يوم الأحد الماضي وأدّى الى دخوله الى المستشفى فرصة مناسِبة لزيارة قام بها قهوجي الى مستشفى سرحال للاطمئنان على صحة عون، كمدخل لإعادة وصل ما انقطع في العلاقة بين الرجلين.

وتشير معلومات الى أنّ زيارة قهوجي تكرّرت قبل ظهر اليوم الأربعاء الى منزل العماد عون في الرابية حيث كانت العلاقة بين قائد الجيش وقائد فوج المغاوير، صهر عون، محور اللقاء الذي لم ترشح عنه أيّ معلومات إضافية حتى كتابة هذه السطور.

علماً أنّ اللقاء أحيط بسريّة تامة ولم يعرف فيه المقرّبون من عون، خصوصاً أنّ قائد الجيش وصل الى الرابية من دون موكب.