إعتبرت صحيفة 'الحياة' أن التاريخ 'لعلّه يسجّل لاحقاً ما يهمس به البعض بأن 'داعش' شرّ لا بد منه كحركة تصحيحية للإفراط الإيراني في الهيمنة على العراق والسيطرة على مصير سوريا ورسم مصير لبنان'. وأشارت إلى ان التاريخ لعلّه سيذكر أيضاً أن 'داعش أحبط المشروع الإيراني الذي دعمه المحافظون الجدد في إدارة بوش وسُمي 'الهلال الشيعي' وذلك من خلال إعادة تعريف الحدود العراقية- السورية سنيّاً بدلاً من تواصلها شيعياً'.

لكن في المقابل ، تقول الصحيفة ، إن 'داعش' وجرائمه التي 'لن يغفرها التاريخ' بحق الأقليّات ، 'تحوّل كأمر واقع إلى المحرّك الرئيس في إنعاش الاعتدال السني ولمّ شمل السنّة من العراق إلى لبنان بقرار سعودي'.وأضافت الصحيفة ' قد يقال انه لولا نمو وحش داعش إلى درجة دب الرعب في القلوب لما كان إنعاش الاعتدال السني ممكناً كما لما كان إيقاف التطرف الشيعي ممكناً'.



وتابعت الصحيفة مشيرةً إلى أنه ' في إيران بات واضحاً 'انحسار قائد فيلق القدس قاسم سليماني والحرس الثوري مقابل صعود الرئيس الإيراني حسن روحاني عبر مواقف مرشد الجمهورية آية الله خامنئي الذي دعم توّلي حيدر العبادي رئاسة حكومة العراق ، وأوضح لنوري المالكي أن عليه الرحيل'. وتشير الصحيفة إلى ان مواقف روحاني 'كانت صفعة لسليماني الذي تمسّك بالمالكي وأراد الاستفادة من الفوضى التي أطلقها 'داعش' في العراق ليفرض حاجة العراق للمالكي'. 

ولفتت إلى انه ' ليس من الواضح إذا كان هذا تكتيكاً ضمن توزيع الأدوار كما شاء آية الله خامنئي ، أو تقهقهراً جدياً لقوى التطرف الذي يسيطر عليها تيار سليماني بإيعاز من آية الله خامنئي، كما يُقال'.