سرت شائعات في اليومين الماضيين ربطت عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان باستحقاق رئاسة الجمهورية وتداول الناس في اتفاق على العماد جان قهوجي رئيسا والرئيس الحريري لرئاسة الحكومة والعميد شامل روكز قائدا للجيش وتم التداول ايضا في اسماء الوزراء الجدد ونشطت حركة اتصالات المستوزرين، لكن زوار الحريري نقلوا عنه انه مستعد لتقديم تسهيلات لانتخاب الرئيس شرط ان يبادل الطرف الاخر الى ملاقاته، لكنه لن يطرح اي مرشح في انتظار ما يقرره المسيحيون في هذا المجال، وانه كان يفضل ان يزور قصر بعبدا للقاء الرئيس فور عودته الى لبنان. ويؤكد زواره انه لن يدخل في بازار الاسماء مع الاشخاص الذين يلتقيهم في لبنان في انتظار الاتفاق على المرحلة المقبلة ومواصفات الرئيس المقبل، ويقول ان الرئيس القوي هو القادر على اعادة جمع اللبنانيين .

الى ذلك قال مرجع سياسي ان ظروف الانتخاب لم تنضج بعد، وان ظروف المنطقة المحيطة لا توحي بقرب اجراء الاستحقاق، فكل لاعب اقليمي يحاول ان يتدخل لفرض واقع يلائمه، وبالتالي فان العرقلة هي الورقة الوحيدة المتاحة للجميع اكثر من القدرة على فرض رئيس.

ويرى المرجع السياسي ان لعملية الانتخاب شقين : داخلي وخارجي. وكلاهما غير ميسر حاليا. في الداخل لم يقتنع الجنرال ميشال عون بانعدام فرصته الرئاسية وهي الاخيرة، والى ان يقتنع شخصيا ويعمل على تزكية مرشح اخر، يستمر التعطيل قائما، خصوصا ان “حزب الله” غير مستعجل ويفضل الافادة من الشغور القائم لتغطية حربه في سوريا، وهو يملك قوة التعطيل في داخل الحكومة.ولن يسعى الحزب حاليا الى الضغط على حليفه عون لاقناعه بالانسحاب، خصوصا ان اي طرف خارجي لم يتوسط لديه للقيام بهذا الدور.

اما الخارج فيبدو اكثر تعقيدا خصوصا مع بوادر عودة المملكة العربية السعودية الى لعب دور في لبنان، وما يمكن ان تذكيه هذه العودة من حرب باردة ما بين المحور السعودي والمحور الايراني في لبنان. اما سوريا ورغم حروبها، فانها ما زالت تعتبر لبنان جزءا منها وليست مستعدة للتسليم بمرشح يكون اقرب الى السعودية، وهي تملك وسائل التعطيل ان مباشرة او عبر حلفائها في لبنان.

ويرى المرجع السياسي ان عودة الحريري يمكن ان تدفع حركة الاتصالات خصوصا اذا ما تحرك وسطاء بينه وبين حزب الله والعماد عون، وهذه قد تساهم في تحضير الارضية لملاقاة حركة خارجية منتظرة لكن بوادرها لم تلح بعد.