خلال الحرب العالمية الثانية تحالفت الولايات المتحدة الامريكية مع الاتحاد السوفياتي ضد قوات المحور بزعامة المائية النازية ولكن بعد الحرب بدات الخلافات تاخذ طريقها بين القوتين العظميين على خلفية إدارة العالم ما بعد الحرب وكيفية إعادة بنائه سيما وأن الوزن السياسي للاتحاد السوفياتي بدأ يتنامى على الساحة الدولية, الامر الذي ادى الى زيادة المخاوف من البلدان الغربية خصوصا في الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ذات الانظمة الراسمالية من تمدد الفكر الشيوعي والنظام الاشتراكي الذي يتبناه الاتحاد السوفياتي .
وقد ادت الاختلافات الايديولوجية بين القوتين الامريكية والسوفياتية إلى حدوث مواجهة حقيقية بين الفكرين الراسمالي والشيوعي تحولت الى نزاعات مسلحة وحروب دامية اندلعت في اكثر من منطقة من العالم ونذكر منها على سبيل المثال حرب الكوريتين الشمالية والجنوبية وحرب فيتنام ,وكذلك تحولت الحرب العربية الاسرائيلية الى مجال للصراع بين الاسلحة السوفياتية الداعمة للعرب والاسلحة الامريكية الصنع الداعمة لاسرائيل .
فالحقبة الزمنية التي ابتدأت غداة الحرب العالمية الثانية وامتدت للعام 1991 تاريخ انهيار الاتحاد السوفياتي أطلق عليها بالحرب الباردة واول من استخدم مصطلح الحرب الباردة يوم 16 نيسان 1947 هو برنارد باروخ مستشار الرئيس الامريكي انذاك والذي يعني المجابهة العالمية بين الولايات المتحدة الامريكية من جهة والاتحاد السوفياتي وحلفائه من جهة اخرى .
واهم ما اتصفت به الحرب الباردة هو سباق التسلح بين الدولتين العظميين فبحلول عام 1945 صنعت الولايات المتحدة الامريكية السلاح النووي فيما حصل عليه الاتحاد السوفياتي عام 1949 وكانت كلتا الدولتين تنفقان أموالا طائلة على الصناعات الحربية والترسانات العسكرية .
وخلال هذه الحرب سعت الولايات المتحدة الى سياسات المحاصرة والاستئصال للشيوعية وحشد الحلفاء خاصة في اوروبا الغربية والشرق الاوسط وفي هذه الاثناء كان الاتحاد السوفياتي يدعم الحركات الشيوعية التي كانت قد بدأت بالتمدد حول العالم خاصة في اوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينية ودول جنوب شرق اسيا والشرق الاوسط .
وقد شهد العالم خلال الحرب الباردة عدة ازمات دولية منها الحرب الكورية 1950 _ 1953 وحرب فيتنام 1956 _1975 والغزو السوفياتي لأفغانستان وكانت اشد الازمات خطورة هي ازمة الصواريخ الكوبية عام 1962 والتي زرعها الاتحاد السوفياتي في كوبا وموجهة باتجاه الولايات المتحدة الامريكية , عندها شعر العالم انه على حافة الانجرار إلى حرب عالمية ثالثة مدمرة قد لا تبقي ولا تذر بسبب امتلاك الطرفين للسلاح النووي ,إلا ان هذه الحرب الباردة شهدت فترات من التهدئة كما كان هناك سعيا من الطرفين الى تجنب المواجهات العسكرية المباشرة لان حدوثها بالتاكيد كان سيؤدي الى دمار شامل لكلا الفريقين وحتى لمعظم دول العالم .
استمرت هذه الحرب الباردة حتى الثمانينات في القرن الماضي حتى وصول الرئيس الامريكي رونالد ريغان الى السلطة حيث ضاعفت الولايات المتحدة ضغوطها السياسية والعسكرية والاقتصادية على الاتحاد السوفياتي وكان اخطرها ما اطلق عليه بحرب النجوم والذي يتبين فيما بعد انها كذبة أمريكية الامر الذي ادى بالاتحاد السوفياتي الى الوقوف عاجزا عن اللحاق بالولايات المتحدة في مجال التسليح العسكري والنمو الاقتصادي والذي كان أحد الاسباب المهمة لانهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 ليدخل العالم تحجت نظام القطب الواحد  .