لا تزال المعارك بين الجيش والمسلحين في عرسال مستمرة وخلفت هذه الاحداث تداعيات جديدة عدة على الساحة اللبنانية سياسية وامنية وحتى اقتصادية ,فقد تفاعلت الأسواق المالية اللبنانية بعصبية  كبيرة مع الإنفجار العسكري والأمني الذي شهدته المنطقة مما دفع البعض من الاقتصاديين الى إعادة حساباتهم فيما التزم الآخرون درجة عالية من الحذر .

أما على الصعيد السياسي فقد رأى عضو كتلة المستقبل النائب خالد الضاهر أن حزب الله الإيراني نجح في استدراج الجيش الى معركة عرسال . و قد أكد الضاهر في حديث أجراه لصحيفة الأنباء الكويتية أنه " من غير الجائز ان تقدم الدماء الزكية قرباناً على مذبح المشروع الإيراني ..و الذي من أجل نجاحه يدفع حزب الله بشباب الطائفة الشيعية الكريمة في لبنان إلى الموت كمرتزقة في شوارع سوريا ". الا انه شدد على أن اللبنانيين كل اللبنانيين يدعمون الجيش و يقفون خلفه كمؤسسة حامية للوطن , الا أنهم لن يرضوا بوقوعه في مصيدة حزب الله ...

بينما رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ان أحداث عرسال الأمنية التي بدأت من جرودها وامتدت الى داخلها وحولها والتي أوقعت قتلى وجرحى ودمار لمنطقة وأهالي عرسال ليست وليدة ساعة نشوبها .

أما في عرسال فقد وصف رئيس البلدية فيها علي الحجيري الوضع بالسيئ جدا, مقللا من خطورة التعرض لعناصر من قوى الأمن الداخلي لأي سوء , محملا حزب الله مسؤولية ما جرى ويجري في المنطقة . وأضاف الحجيري في حديث لصحيفة الأنباء الكويتية : " لولا تدخل حزب الله غير المبرر في القتال الدائر في سوريا لما وصلنا الى ما نحن عليه , وأضاف :" إذا لم ينسحب هذا الحزب من سوريا فإن لبنان على أبواب حرب أهلية ", داعيا الى التصرف بحكمة لإنقاذ لبنان .

و كان قد علق رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة على الأحداث التي تشهدها عرسال بالقول : "لقد أعلنا بوضوح أننا ننحاز من دون تردد الى جانب الدولة اللبنانية ومؤسساتها الأمنية وندعم الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي  قبل أن نسأل مع أي طرف المواجهة وليس مسموحا لأي طرف كان أن يرفع سلاحه في وجه القوى الشرعية اللبنانية أو أن يحمل السلاح على الأراضي البنانية."
من جهته أعاد الرئيس الحريري صياغة موقف المستقبل الاحداث الجارية واكد
في تصريح اليوم، ان "دعمنا الجيش اللبناني في معركته ضد الإرهاب والزمر المسلحة التي تسللت الى بلدة عرسال، هو دعم حاسم لا يخضع لأي نوع من انواع التأويل والمزايدات السياسية، ولا وظيفة له سوى التضامن على حماية لبنان ودرء المخاطر التي تطل برأسها من الحروب المحيطة".

وقال ان "الجيش اللبناني يقدم مرة جديدة النموذج الحي لوعي اللبنانيين لأهمية التكاتف في هذه المرحلة العصيبة من تاريخنا وتاريخ والمنطقة، وأننا بمثل ما وقفنا وراء الجيش والشرعية اللبنانية في إنهاء ظاهرة التمرد والإرهاب في نهر البارد، ولم نتردد للحظة واحدة في تشكيل الغطاء السياسي والوطني المطلوب لتنفيذ مهماته الأمنية والعسكرية، نعلن اليوم ان معركة الجيش ضد الإرهاب هي معركة كل اللبنانيين الذين يؤمنون بمرجعية الدولة ومؤسساتها، وأننا سنكون ظهيرا سياسيا قويا للجيش، مهما تنادى المشككون الى حشد الادعاءات الباطلة والتلاعب على العصبيات الصغيرة".

واكد "مؤازرتنا للتوجهات التي أعلنها رئيس الحكومة بعد جلسة مجلس الوزراء أمس، ووجوب وضع حد للظواهر الشاذة التي تهدد السلام الوطني، كما نؤكد على شجب المحاولة الدنيئة التي استهدفت مساعي هيئة العلماء المسلمين وإطلاق الرصاص الذي تعرض له موكب الشيخ سالم الرافعي ورفاقه، في عملية لا هدف لها سوى العمل على جر البلاد الى المزيد من حلقات الاحتقان والتوتر".

 أما حزب الله أعلن حزب الله " في بيان صادر عنه، تعليقاً على "الاعتداءات الآثمة التي تعرض لها الجيش اللبناني والقوى الأمنية في منطقة عرسال، أن "الاعتداءات الإجرامية الآثمة التي تستهدف لبنان وشعبه وجيشه تتفاقم من قبل المجموعات الإرهابية التي اتخذت أوكاراً لها على أطراف الحدود اللبنانية، منتهكة السيادة الوطنية ومستهدفة الجيش اللبناني، والقوى الأمنية الأخرى، وكان آخر هذه الاعتداءات ما تعرضت له حواجز ومراكز الجيش وقوى الأمن الداخلي في عرسال وجرودها، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الجنود والأهالي واختطاف عدد آخر من أبناء الجيش وقوى الأمن الداخلي. وإن استمرار هذه الجرائم التي ترتكبها جماعات إرهابية منظّمة، مدعومة بغطاء خارجي وبتبرير داخلي، هي دليل على الخطر المحدق بلبنان وكل أهله، من دون تمييز بين منطقة وأخرى، أو طائفة وطائفة، أو مذهب ومذهب آخر، وهو ما ينبغي أن يتكاتف اللبنانيون جميعاً لمواجهته، بعيداً عن إيجاد التبريرات أو التماس الأعذار لهذه الجماعات الإرهابية، وهي التي ارتكبت من الفظائع ما لا يقبله عقل أو دين أو عرف".
ورأى أن "اضطلاع الجيش اللبناني بمسؤولية حماية البلد وتحصين حدوده ومنع الإرهابيين من انتهاك سيادته، وتقديم خيرة شبابه شهداء في هذا السبيل، هو دليل على صفاء هذه المؤسسة وإخلاصها للوطن".