بعد اسبوعين من مطالبة نواب محافظين متشددين - بعضهم من جنرالات الحرس السابقين- من وزير العدل بمتابعة قضية فرض الحظر الإعلامي على الرئيس السابق محمد خاتمي، والذي يشمل وفق زعمهم منع الصحف ووسائل الإعلان من نشر صوره وكلامه ومنع خاتمي من التعبير عن آرائه في كافة المجالات - حتى لو يتعلق بالبيئة واليتامى والمعوقين! - مما يُظهر منسوب الخوف عند المحافظين وهلعهم من السيد محمد خاتمي بسبب شعبية الواسعة، جاء بث صور له من التلفزيون الحكومي الإيراني مثيراً لاستغراب عدد من المواقع الإلكترونية كما أنه مثير للتساؤل فيما إذا كان متعمداً أو بسبب خطأ في الرقابة؟

ذلك لأن بث صور خاتمي المتحركة يأتي بمثابة كسر حظر استمر لمدة خمسة أعوام، حيث أن التلفزيون الحكومي التابع للولي الفقيه - وليس الرئيس الذي لا يملك إذاعة فضلاً عن التلفيزيون- وبعد الإنتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في العام 2009 لم يبث صوراً للرئيس خاتمي بسبب احتجاجه على حكومة أحمدي نجاد في قضية الإنتخابات، إلا خلال الفيلم الدعائي الذي أنتجه فريق المرشح الرئاسي حسن روحاني، وكان بثه من التلفزيون، بمثابة بث ريبورتاج وليس أكثر.

نعم ، كان أي ذكر إيجابي لاسم الرئيس خاتمي محظورا للتلفزيون الإيراني فضلاً عن بث صوره وكلامه، وبث التلفزيون الحكومي الإيراني جراء فترة الإحتجاجات في العام 2009 لقطات لجماعات مدعومة من الحرس الثوري والقوات التعبئة يهتفون بشعارات الموت لخاتمي! كما الموت لرفسنجاني والموت لموسوي والموت لكروبي، مما كانت تُخرج أمريكا من غربة الموت، فحينئذ اصبح أغلب رؤساء إيران السابقين في خانة الأعداء وفي عداد الولايات المتحدة الأمريكية وأُضيفوا إلى لائحة شعار الموت.

أظهر الحرس الثوري حينئذ نفسه وكأنه وحده وفي للثورة الإيرانية وللقيادة وكل من يحتج على تصرفات حكومة محمود أحمدي نجاد يريد الانقلاب على الثورة والقضاء على النظام والإطاحة بالولي الفقيه.

وهكذا روّج الحرس الثوري لتخوين ثلاثة رؤساء الحكومات ورئيسين للبرلمان بعد الثورة وبادر تلفزيون الولي الفقيه بحذف صور الثلاثة من هذه الأربعة -أي خاتمي وكروبي وموسوي- من جميع برامجه.

ليلة الثلاثاء الماضي وخلال برنامج تحت عنوان -عصر الخميني- بث التلفزيون صوراً للرئيس محمد خاتمي التي تُظهره في حفل تنصيب محمود أحمدي نجاد، حيث أن خاتمي سلّمه الرئاسة خلال هذا الحفل.

  هذا ولا يرى التلفزيون الإيراني أي مانع من بث صور شاه إيران وعائلته،حيث لم يعد شعبية ملحوظة لهم في الشارع الإيراني، أما الرئيس محمد خاتمي فإنه لديه شعبية تدعو السلطات العليا في النظام الإيراني للخوف منه، رغم حاجتهم أليه في المنعطفات الخطيرة كتلك التي شاهدنا قبيل الإنتخابات الرئاسية الأخيرة، التي ساهم فيها محمد خاتمي في سخونة الأجواء الإنتخابية وفي فوز الرئيس روحاني، بدعوته الملحمية من مناصريه للمشاركة والتصويت لصالح حسن روحاني