كسر اللقاء الذي عقد بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط حالة الجمود السياسي التي تسيطر على البلاد وقالت مصادر الطرفين ان مسجدات الاحداث في غزة و العراق فرضت انعقاد هذا اللقاء وجرت قراءة مشتركة بين الطرفين للاحداث الجارية في المنطقة خصوصا العدوان على غزة والوضع في العراق وتهجير المسيحيين من الموصل كما تم التطرق الى الاوضاع الداخلية للبلاد سيما المتصل منها بالوضع الحكومي والاستحقاق الرئاسي والعلاقة بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي .
وذكرت معلومات صحفية ان النائب جنبلاط كان حريصا على الاطلاع من السيد نصر الله عن منظمة داعش وخلفيات هذا التنظيم وطبيعته وتركيبته ونمط تفكيره واستراتيجية تحركه .
وقالت مصادر على صلة بالطرفين أن اللقاء أعاد ضخ الحرارة في عروق العلاقة الشخصية بين جنبلاط ونصرالله، بعد فترة من الانقطاع، وإن يكن التواصل بين الحزبين استمر بأشكال عدة .وفي تصريح لصحيفة السفير قال جنبلاط : أحببت لقاء السيد نصرالله للحديث عن غزّة لمعرفة تقييمه للموضوع، وخصوصا أن فلسطين هي الأساس الجامع للأمة العربية والإسلاميّة وخلصنا الى استنتاج مشترك يفيد بأنّ حركة «حماس» وغزّة سيكونان منتصرين.
وأضاف جنبلاط: توصّلنا مع السيد نصرالله الى قناعة مشتركة تفيد بأنّ منطق إسرائيل هو منطق القوة والاستكبار والقتل وهو منطق لا يستطيع أن يصل الى تطويع الشعوب، والأمثلة ليست قليلة، من حصار بيروت العام 1982 ومجزرة صبرا وشاتيلا الى مجزرة قانا العام 1996 الى سائر الحروب اللاحقة».
وتطرق البحث أيضا الى الخطر الدّاهم المتمثّل بـ«الظاهرة الداعشية» وفق تعبير جنبلاط الذي قال: عندما نرى تهجير المسيحيين من الموصل، بالإضافة الى احراق الأضرحة ومنها ضريح النبي يونس، نتذكر هجوم المغول واحراقهم لبغداد، و«داعش» هي خطر على الجميع ويجب التنبّه اليها في لبنان.
ورفض جنبلاط التطرق الى «الجزئيّات الداخلية»، مكتفيا بالاشارة الى أن الحديث تطرق الى ضرورة «تنشيط العمل الحكومي».
وردّاً على سؤال عما إذا كان قد طلب من السيد نصرالله وقف دعم الجنرال عون في الاستحقاق الرئاسي، أجاب جنبلاط: لم أطلب شيئا في هذا الخصوص.
وعن تطرقهما الى الأوضاع الأمنية، في ظل حضور مسؤول الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا، قال جنبلاط: وفيق صفا ليس ضابط اتصال أمنياً بل هو صلة وصل سياسية، ونحن نلتقي دوما بحضوره.
من جهتها قالت مصادر في حزب الله لصحيفة السفير أن مناخاً من الود المتبادل ساد اللقاء بين السيد نصرالله والنائب جنبلاط، موضحة ان وجهات النظر كانت متفقة حيال تحديد مخاطر الوضع في غزة والعراق، وكيفية مواجهتها، وضرورة التصدي للارهاب في الداخل، وتفعيل العمل الحكومي، وانتخاب رئيس للجمهورية سريعاً.
وقال بيان مشترك صادر عن العلاقات الإعلامية في «حزب الله» ومفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي، أن البحث تناول ما يجري في غزة من جرائم صهيونية بحق الشعب الفلسطيني، حيث أكد الطرفان أن فلسطين تبقى القضية المركزية وهي تعلو فوق كل الخلافات السياسية، وكان نقاش كذلك حول ما يجري في العراق وبالتحديد ما تشهده منطقة الموصل من تهجير للمسيحيين وقتل لهم وللمسلمين على أيدي التكفيريين، الأمر الذي كان موضع استنكار الطرفين.
وبحث الطرفان أيضا في موضوع العمل الحكومي وأهمية تفعيله وتنشيطه، وشددا على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. كما تم التباحث في الوضع الأمني في لبنان، حيث جرى التوافق على ضرورة الحفاظ على التماسك الداخلي وتعزيز الإجراءات المتخذة.