لم يعد جائزا السكوت على ما تتعرض له المؤسسة العسكرية من إقحام في مهاترات ورغبات حزب الله , وقد بات من الضروري رفع الصوت لمواجهة ما تتعرض له هذه المؤسسة ضباطا وأفرادا من توريط متعمد ومدروس في المواجهات التي يخضوها حزب الله تحت عناوين محاربة الإرهاب والحرب الاستباقية ضد الارهابيين والجماعات المسلحة , وإن ما شهدته المؤسسة العسكرية مؤخرا بانشقاق أحد أفرادها ,ومع المعلومات المؤكدة عن انشاقاقات جديدة شهدتها المؤسسة خلال الأيام الماضية  لهو أمر في غاية الخطورة يعود في بعض أسبابه الى توريط هذه المؤسسة  بما لا تريده ,وخصوصا في أن تكون طرفا في نزاع طائفي ومذهبي كانت المؤسسة العسكرية وعلى مدى سنوات طويلة بمنأى عنه , وقد حرصت القيادة العسكرية دائما على تجنيب المؤسسة من الإنزلاق في هذا النوع من النزاعات إلا أن إصرار حزب الله في الآونة الأخيرة بدا واضحا جدا في تحميل المؤسسة العسكرية تبعات حروبه العبثية وقد جعلها الحزب طرفا في صراعه مع المسلحين السُنّة الأمر الذي ادى إلى اتهام هذه المؤسسة بوطنيتها وفاعليتها على مستوى الوطن ككل ,وإن من شأن ذلك أن يفسح المجال لأن تتعرض المؤسسة العسكرية للاتهامات والتساؤلات حول دورها الوطني والريادي في حماية السلم الأهلى وفي حماية المواطن اللبناني إلى أي طائفة انتمى .
إن سياسة حزب الله تجاه المؤسسة العسكرية باتت واضحة في أهدافها وغاياتها وهي تشكل خطورة كبيرة على تماسك ووحدة المؤسسة العسكرية وإن من شأن ذلك إذا استمر ان يؤدي إلى انهيار هذه المؤسسة وهي الضامن الوحيد للاستقرار في البلاد ,لذا فإن على حزب الله أن يكف عن توريط الجيش في حروبه ونزاعاته العبثية وعلى القيادة السياسية في البلاد أن تحزم أمرها سريعا وتضع حدا عاجلا لهذا التمادي الذي يقوم به الحزب تجاة المؤسسة العسكرية وإلا فإن الأمور تسير نحو الأسوأ لأن المؤسسة العسكرية في البلاد تتعرض لخطر محدق .