الزيارت المكثفة بين وزيري خارجيتي الإيراني والأميركي للتقدم في المفاوضات النووية، كما لكسر المحرّمات التي استمرت ما يقارب أربعة عقود، تعقد في فندقي ماريوت وكوبورغ حيث يسكن جان كيري ومحمد جواد ظريف فيهما.

الطريق بين هذين الفندقين ضيق ولكن مكث جان كيري في فيينا بعد مغادرة نظرائه الأوروبيين، حتى ينفرد في التردد من هذا الطريق الضيق لزيارة نظيره الإيراني، علّه يتمكن من توسيع هذا الطريق لدرجة تتيح للأمل بتجديد هذه اللقاءات في العاصمتين -طهران وواشنطن- في المستقبل الآجل.

خلال 24 ساعة التقى الطرفان ثلاث مرات بشكل ثنائي وحتى كاترين أشتون، منسقة الإتحاد الأوروبي في الشؤون الخارجية، تركت المجال للوزيرين كيري وظريف، ليبادرا بفك العقدو وحل الخلافات المتبقية التي تضاءلت إلى 30 في المائة.

وبطبيعة الحال يعاني الإعلام في هذه الأيام، شحّ التصريحات، ومن التصريحات القليلة التي أدلى بها محمد جواد ظريف هي أننا بم نصل بعد إلى الإتفاق، وأن التقديرات الأحادية لا تخدم التقدم في المفاوضات. ومن المحتمل أن تكون هذا التصريح لوزير خارجية إيران، إشارة إلى الإصرار مجموعة 5+ 1 على تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي، إلى النصف مما هي الآن، أي إلى 10 آلاف، بينما المرشد الإيراني علي خامنئي صرح أخيراً بأن إيران بحاجة إلى 190 ألف جهاز للطرد المركزي، وفق ما يعتقد الخبراء الإيرانيون.

في غضون ذلك وصل شقيق الرئيس روحاني ومستشاره الخاص، حسين فريدون،إلى فيينا عصر يوم الأحد ورافق ظريف في لقاءه وجان كيري، ورغم أن المتحدثة باسم الوزارة الخارجية الإيرانية أعلنت بأن التحاق شقيق الرئيس روحاني للوفد المفاوض كان بهدف إعداد تقرير تفصيلي للرئيس، إلا أن هذه الزيارة المفاجأة، تحمل دلالات تفوق هذا الهدف المعلن.

أعلن الوزراء الخارجية الأوروبية مساء الأحد لدى مغادرتهم فيينا، بأن المفاوضات كانت إيجابية ولكن الوصول إلى النتائج، ليس محسوم بعد.

تستمر المفاوضات النووية في الأيام الست المقبلة في كوبوغ هتل بفيينا ويعتقد محمد جواد ظريف، بأن الفريقين مرشحان لصنع تاريخ بحال امتلاكهما الإرادة الجدية، حتى يوم الأحد المقبل.وهناك من يشكك في إمكانية الوصول إلى الإتفاق النهائي، خلال أق من أسبوع، مما يجعل من استمرار فترة المفاوضات إلى أسابيع إضافية ، احتمالاً وارداً.

أهم الخلافات المتبقية بين الطرفين عبارة عن حجم التخصيب ومكان التخصيب وعدد الأجهزة الطرد المركزي الذي يقبل الدول الست بامتلاك إيران له.

وليس من المستبعد أن يصب الطرفان إلى صيغة وسطية لحل الصراع، وتحديد فترة لتخفيض الأنشطة النووية أو تجميد بعض الأنشطة، وتتراوح هذه الفترة بين 3 و5 سنوات،لصنع الثقة من قبل إيران. فإيران ليست بحاجة إلى إنتاج وقود بوشهر النووي، في الأعوام الخمس المقبلة، حيث أن الروس متعهدون بتأمين هذه الوقود في تلك الفترة، وتأمل إيران من أن تتمكن من صنع الثقة خلال تلك الفترة، قبل العودة بإنتاج الوقود.

والحقيقة ان الشعب الإيراني كان الوقود الإنساني للعقوبات النووية الدولية التي أحرقت الطاقات الإقتصادية إلى حد كثير