لليوم الثالث على التوالي تتعرض مدينة غزة وجوارها في فلسطين المحتلة لاعتداءات إسرائيلية واسعة النطاق وشن جيش العدو الاسرائيلي مجموعة من الغارات على مراكز عديدة لحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية واستهدفت طائرات العدو مجموعة من القياديين في كتائب القسام وغيرها من قادة المقاومة الفلسطينية .
في مثل هذه الظروف اعتاد الفلسطينيون على الصمت الرسمي العربي وعلى عدم مبالات الحكام العرب وقد شهدت القضية الفلسطينية على مدى عقود استقالة الحكام العرب من دورهم وعدم اكتراثهم تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني واستسلم الشعب الفلسطيني لهذا الواقع وهو لم يعول دائما على أي تحرك عربي يؤدي إلى لجم العدو الاسرائيلي واعتداءاته على فلسطين وهكذا هي الحال اليوم مع تجدد العدوان على غزة .
ولكن الجديد والملفت في الاعتداءات الاخيرة على غزة  هو المصمت المطبق لحزب الله وغياب أي دور للحزب في هذه الجولة الجديدة مع العلم أن الحزب كان في الاعتداءات السابقة على غزة يعتبر نفسه المناصر الرئيسي بل الاوحد للقضية الفلسطينية وكان الحزب يسهم إلى حد كبير في رفد حركات المقاومة الفلسطينية بالدعم السياسي والشعبي والعسكري واللوجستي .
وأما اليوم وفي غياب واضح لدور الحزب في المعركة الحالية تبرز العديد من التساؤلات عن أسباب انكفاء الحزب عن أي نشاط أو دعم ولو معنوي للشعب الفلسطيني, وهنا تبرز مجموعة من الأسئلة : هل خرج الحزب من دائرة الصراع العربي الاسرائيلي ؟ أو هل أُخرج الحزب من دائرة الصراع الفلسطيني مع اسرائيل؟ هل بات الصراع مع العدو الإسرائيلي في الدرجة الثانية من اهتمامات الحزب ؟ ما هو تأثيرعلاقة الحزب بحماس بعد تضرر هذه العلاقة نتيجة تدخل الحزب في سوريا ؟ هل أن تورط الحزب في الحرب السورية أدى إلى ابتعاده عن ساحة الصراع مع العدو الاسرائيلي ؟ والأسئلة كثيرة ولا تنتهي ومن السهل الإجابة على بعضها بالقول أن من المؤكد أن تورط الحزب في الوحول السورية أدت إلى ما يشبه الإنكفاء عن الصراع مع العدو الاسرائيلي وأدى هذا التورط أيضا إلى عدم قبول الحزب شريكا في هذا الصراع حتى من قبل الفلسطينيين أنفسهم ومن الواضح أن العلاقة بين الحزب وحماس وباقي أطياف المقاومة في المجتمع الفلسطيني لم تعد إلى سابق عهدها وما زالت هذه العلاقة محل أخذ ورد بين الطرفين ولا تزال هناك انتقادات فلسطينية واسعة جراء وقوف الحزب إلى جانب النظام السوري .
وتجدر الإشارة إلى أن هذا التبدل في مواقف الحزب تؤيده شرائح شعبية كبيرة في قاعدة الحزب وحتى بين المتفرغين لاعتبارات عديدة أهمها ما تعتبره القاعدة الشعبية للحزب خيانة من قبل حركة حماس التي ظهرت خلال مشاركة حزب الله في المعارك الى جانب النظام السوري وفي هذا السياق رأت مصادر مراقبة أن وجه الحزب الجديد في فلسطين هو غير الوجه الذي كان قبل تورط الحزب في الحرب السورية وأشارت هذه المصادر إلى أن على الحزب أن يعيد النظر في علاقته الجديدة بالصراع بين إسرائيل والشعب الفلسطيني .

علي حرب